بأي حق يتدخلون في شؤون العراق أو يقررون مصير شعبه؟

 

يبدو أن المشهد يتكرر وأنا أعود بالذاكرة الحية لما توقعته في عام ٢٠٠٥ حينما طلبت مني جهات معروفة بأن أكون من ضمن إئتلافات وتحالفات طائفية لتقاسم النفوذ والسلطة، فرفضت ذلك رفضاً قاطعاً في حينها، وتخليت عن أي منصب أكون فيه جزءاً من تحالف طائفي.

وقد حذرت العراقيين بكافة أطيافهم من إنزلاق البلاد الى مشاحنات ٍ ومعتركات طائفية، ومحاصصة مقيتة تفتك به وهذا ما يحصل بالفعل وجر البلاد الى خسائر بشرية ومادية لم يتعاف َ منها شعبنا الى وقتنا الخاضر .

واليوم للأسف الشديد نقولها بكل صدق ودراية عن أي إنتخابات يتحدثون وإلى أي أفق ضيق ومحدود يسيرون في ظل كل هذه الأوضاع المتدهورة والحالة المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا العراقي، الذي لا نعلم من الذي يقوده أو يصدر فيه الاوامر، هل هم قادة العراق الحقيقيون وشعبه الكريم أم جهات أخرى تريد به الشر والدمار.

إن الملاحظ والمتابع بعين العقل والدراية أن المعارك ستشتد والصراعات ستعلو وتائرها وتتنوع أشكالها بين هذا الطرف وذاك، ووتيرة المنافسة ستتصاعد وصولاً أو نزولا الى أدنى مستوى للمناكفات والمهازل وتبادل الاتهامات المشينة التي لا تليق برجال الدولة وساستها، يضاف لذلك فقدان التوازن وانعدام الثقة، فولد العزوف الكبير لشعبنا الكريم عن مشاركة الانتخابات وكأنه غير معني بها أو علمه المسبق بنتائجها المخيبة لآماله وطموحاته.

لهذا نقولها بحكم الناصح، أي إنتخابات تتحدث عنها الولايات المتحدة الامريكية او جمهورية إيران او غيرهما؟ وبأي حق يتدخلون أو يقررون تحديد مصير أمة وشعب من مطابخ سياسية تعمل من خارج الحدود وتضع مقاساتها التي لا تصلح لجزء بسيط من شعبنا او تنفع لجهة ما ولا تخدم او تلبي حاجة أصغر مواطن أو متظاهر أو ناشط يبحث عن مستقبل يصنعه رجال ونساء بلده؟

أتركوا العراق للعراقيين ولاِ تزيدوا في معاناته وجراحه وألمه، فهو أفضل من يخطط ويقرر مصيره، واتقوا غضب الحليم فقد اقتربت ساعته، وقد أعذر من أنذر.

حفظ الله العراق وشعبه، وخذل الله كل من أراد به سوءاً أو سعى بتفرقته وسرقة خيراته ودماره.

*رئيس الجبهة الوطنية المدنية (موج)
بغداد – 3 آب 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى