لماذا نعتقد أن الأوْلى بالمطالبة برحيل عباس هي حركة فتح

بقلم: رشيد شاهين

لست أفهم لماذا يُسْتَفَز أبناء حركة فتح عند المطالبة برحيل محمود عباس.
تعالوا لنتحاكم أمام أنفسنا، أو على رأي مظفر “أمام الصحراء العربية”.
في ظل حكم محمود عباس الذي هتفتم انتم بعد عرفات ضده “كرزاي،كرزاي”، أين أوصل القضية والبلد والحركة بشكل خاص.
باختصار شديد، ولأن الموضوع يطول، نعتقد ان ما جرى “للوطن” والقضية وكذلك للحركة خلال سنوات حكم الرجل كان يتسم بالكثير من قلة الدراية بالحكم الصحيح وغاب المنطق والحكمة عن مرحلة حكمه.
فالبلد شهد انقساما لم يحدث ابدا من قبل، وصارت الضفة منفصلة تماما عن قطاع غزة في انقسام كلما تقدم الوقت يقترب الى انفصال لا احد يعلم الى اين سيقود.
وفي ظل حكمه، انتشرت رائحة الفساد والمحسوبية وغياب القضاء العادل وتقليص سقف الحريات وتغول الأجهزة الأمنية وتحول البلد إلى بلد محكوم من قبل العسس والعسكر ولم يعد مختلفا عن أي بلد عربي محكوم لأجهزة الأمن والمخابرات وأصبحت الأراضي المحتلة اشبه بدولة بوليسية همها الحفاظ على الحكم والحاكم اكثر من الهم بالتخلص من الاحتلال.
الوضع الاقتصادي بائس ولم يكن ابدا أسوأ منه مما هو عليه الآن بعد 15 عاما من حكم عباس، البطالة تضاعفت، وظاهرة التسول غير مسبوقة، هوامش الفقر بارتفاع….الخ.
ماذا عن حركة فتح وهو الاهم برأيي بالنسبة للأخوة في الحركة.
لم تكن اوضاع حركة فتح في اي وقت مضى أسوأ مما هي عليه الان، فعملية الاستزلام داخلها صارت معروفة للجميع، وباتت فتح في أضعف أوضاعها منذ ‘الانتفاضة في فتح” عام 1982- 83.
الاهم من كل ذلك أن وجود عباس في سدة الحكم كان السبب الرئيس في شق الحركة وانقسامها فهي لم تعد موحدة ولم تعد فتح التي تعلمون او التي نعرف، وكل ذلك بحسب ما يرى الخبراء وأصحاب الرأي يعود الى الرغبة الجامحة لعباس بالهيمنة على الحركة ومصادرة الرأي الاخر وتغليب الشخصي على العام مع “خصومه” ضمن الحركة.
فتح على الاقل في الظاهر أصبحت ثلاثة، – فتح عباس- فتح دحلان- فتح البرغوثي- إضافة إلى ال “فتحات” الكثيرة والتكتلات الصغيرة هنا وهناك.
طالما أن عباس اوصل فتح إلى هذا الدرك، فما الذي يستفزكم عند المطالبة برحيله، اعتقد ان من يخشى على فتح مزيدا من الانحدار والانهيار ان يطالب برحيله وهذا لن يضير او يضر بالحركة، فهو ان رحل بتقديري ستستعيد الحركة بعضا او ربما الكثير من رصيدها الذي يزداد اضمحلالا بشكل يومي وشيء ما من وحدتها التي ان استمر الحال على حاله ستصبح عشرة – فتحات-.
ارجو ان تسامحونا على هذه المصارحة التي لا ترمي للإساءة بقدر ما هي حرصا على حركة كان لها دورا مهما على مدى عقود من الصراع مع دولة الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى