السلطة الفلسطينية واغتيال نزار خليل بنات

استشهد الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني نزار بنات نتيجة لاعتداء عناصر من جهاز الأمن الفلسطيني عليه خلال اعتقالهم له صباح يوم الخميس 24/ 6/ 2021. وقال أقاربه الذين شهدوا عملية الاعتقال ان حوالي 25 عنصرا من قوات الأمن الفلسطينية اقتحموا منزله ” محطمين الأبواب والنوافذ، وضربوه بقضيب حديدي وقاموا برش رذاذ الفلفل في عينيه قبل أن يجردوه من ثيابه ويجروه بعيدا”، وفي تطابق مع ما أفاد به أقارب نزار، قال طبيب العائلة الذي اطلع على تقرير الطب الشرعي ان الوفاة غير طبيعية ونتجت عن نزيف في الرئتين وكدمات في أجزاء مختلفة من جسد الشهيد.
لم يكن هذا الاعتداء الأول على الشهيد نزار؛ ففي شهر مايو الماضي أطلق مسلحون الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على منزله لأنه كان من أشد المنتقدين لكبار مسؤولي السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، واتهمهم بالفساد والفشل والتمسك بالمناصب والامتيازات الشخصية، وبالهيمنة ورفض الرأي الآخر، وعدم احترام الانسان الفلسطيني وحقوقه، والتلاعب بمقدراته ومستقبله.
لم يكذب الشهيد بكيله هذه الاتهامات للسلطة وقادتها، بل إنه قال الحقيقة التي يعرفها كل فلسطيني، والتي تتناقض مع أسس وطبيعة وممارسات النظام الديموقراطي الفلسطيني الذي تدعي السلطة الفلسطينية بأنها تحترمه وتطبقه، والذي يمنح كل فلسطيني الحق أن ينتقد رئيسها محمود عباس، ومسؤوليها، وقادة الفصائل والأحزاب الفلسطينية جميعا بحرية، وبحماية يضمنها له القانون.
عار على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى أجهزة أمنها أن تغتال مناضلا فلسطينيا يرفض النفاق والانصياع لأوامرها، ويقول الحق ويدافع عن وطنه وكرامة شعبه؛ وعار عليها أن تنسق مع العدو، وتصادر الحريات، وتمارس القمع والاقصاء ضد ابناء شعبنا الذي يعاني من بطش وعدوان دولة الاحتلال والمستوطنين الذي لا يتوقف!
وعار علينا كشعب فلسطيني مناضل أن نسكت عن استشهاد نزار بنات، وعن ممارسات السلطة القمعية، ويجب علينا ان نتحرك لنرغم السلطة الفلسطينية على وقف هذه الممارسات المشينة، وإلقاء القبض على من اغتالوا الشهيد نزار وعلى قياداتهم التي سمحت لهم يذلك وتقديمهم جميعا للمحاكمة، والحكم عليهم بأقسى العقوبات ليكونوا عبرة لغيرهم.
نزار بنات لم يكن الشهيد الأول، ونأمل أن يكون الأخير الذي يفقد حياته على أيدي العابثين منا الذين يلحقون الضرر بوحدتنا الوطنية ومقاومتنا للاحتلال، وبعدالة قضيتنا، وبمصداقيتنا العربية والدولية، وبمستقبل ومصير شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى