لم تكن الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن سلطة أوسلو فجر اليوم الخميس باغتيال الناشط السياسي نزار بنات داخل مسكنه بمدينة الخليل، الأولى من نوعها، إنما لها سجل مليء بالاغتيالات الوحشية.
فقد اغتالت أجهزة أمن السلطة، فجر الخميس، المُعارض السياسي والمرشح للمجلس التشريعي نزار بنات، عقب مداهمة قوة أمنية لمكان يتواجد فيه في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
نزار بنات يضاف لقائمة الاغتيالات السابقة التي اقترفتها اجهزة السلطة تباعا، وفيما يلي ابرزها..
“أحمد حلاوة”
بتاريخ 23 أغسطس 2016، قتلت أجهزة أمن السلطة المواطن أحمد حلاوة من البلدة القديمة في نابلس، وذلك بعد لحظات من اعتقاله وتعرضه للضرب الشديد من قبلهم.
واندلع تصعيد مع أجهزة السلطة في البلدة القديمة آنذاك، حيث كان حلاوة “أبو العز” يعتبر بالنسبة للمواطنين هناك أحد وجهائهم ورجال الإصلاح فيهم، إذ وقَّع على 540 صك صلح في المنطقة.
“نيفين العواودة”
وفي 16 يوليو 2017 وجدت جثة المهندسة نيفين العواودة (36 عامًا) من مدينة دورا جنوب محافظة الخليل، أسفل بناية سكنيّة في بيرزيت وسط الضفة، حيث عُثر على جثتها بعد مرور 3-5 أيام على اختفائها.
لم تكن حادثة وفاتها طبيعية كأي حدث عادي بالمطلق، جهات عديدة لها علاقة بالأمر، تضمنت شخصيات رسمية وحزبية وعشائرية ووزارة ومحافظ بقيت الضحيّة تدور في فلكهم لشكاوي عدة وطلبات بالحماية، وذلك بعد أن كشفت فسادًا وتعرضت لتهديدات.
تمت تصفية نيفين وقتلها بعد أن كشفت عن ملفات فساد للسلطة وتم التغطية والتستر على القتلة حتى اللحظة.
“إيمان الرزة”
المهندسة ايمان حسام الرزه، نابغة فلسطينية وجدت جثه هامده بتاريخ 25-3-2018 ، وتعمل مستشاره في الكيمياء، وقد تمت تصفيتها داخل شقتها السكنية في مدينة البيرة بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة
عائلة الرزة من العائلات المشهود لها بدورها النضالي، ووالدها حسام اعتقل 32 مرة، وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من 16 عاما، وعندما أبصرت هي النور كان والدها رهن الاعتقال. والدها حسام الرزة، القيادي في الجبهة الشعبية قبل اعتقاله عقب وفاة ابنته بمدّة وجيزة رفض مطلقا فرضية انتحارها، مرجحا وقوف جهات مخابراتية وراء الجريمة، حيث نفذت الجريمة بحرفية عالية، ولم تترك آثارا تدلل على الفاعلين.
وما أثار مخاوف العائلة أنه كانت هناك محاولات من بعض الجهات في السلطة برام الله لإغلاق الملف على أنه قضية انتحار، لكن رفض العائلة التسليم بالأمر، ومتابعتها الحثيثة، أجبرت جهات التحقيق على متابعة التحقيق والبحث في كل الاتجاهات “دون نتيجة”.
وهو ما يضع فرضية ثانية أن تكون بعض الجهات المتنفذة في السلطة مشرفة أو مشاركة أو قائمة على عملية التصفية للفتاة الرزة؛ من باب التقاء المصالح مع الاحتلال، أو محاولة التغطية على ملفات أخرى، كما حدث مع الفتاة نفين العواودة من الخليل والتي عثر على جثتها قرب شقتها في بيرزيت، وكذلك الشاب رائد الغروف من أريحا الذي عثر على جثته في ساحة فندق الميلينيوم برام الله.
وفي الحالتين المذكورتين، كان الحديث في البداية يدور حول عمليات انتحار، لكن “الصدفة” أجبرت الجهات المختصة على تغيير مجرى التحقيقات، ليتبين وقوف متنفذين خلف العمليتين، أرادوا بفعلتهم التستر على قضايا فساد مالي وأخلاقي لدى بعض قيادات السلطة وأجهزتها الأمنية.
“رائد الغروف”
بتاريخ 3 مارس 2018 قتل الشاب رائد الغروف (22 سنة) من أريحا، بعدما ألقي بطريقة بشعة من الطابق السادس بفندق “الميلينيوم” الذي كان يعمل فيه برام الله.
وفرضت السلطة سرية شديدة على تفاصيل قتل الشاب الغروف، بعد أن صدرت معلومات حول علاقة رئيس الحكومة آنذاك رامي الحمدالله بالجريمة.
وأشارت تحقيقات السلطة إلى تورط مدير الفندق أمير الدجاني ومسؤول الحراسة جورج خوري بالقتل. لكن لم يتم نشر تفاصيل الجريمة وسرعان ما تم تقديم المتهمين إلى المحاكمة، دون إبلاغ ذويهم ولا محاميهم، ما يشير إلى القضية تم سلقها على عجل للتستر على فضيحة الحمد الله.
“أحمد أبو حمادة”
بتاريخ 12 أغسطس 2018 قتل أثناء احتجازه في سجون السلطة متأثرا بإصابته خلال اعتقاله برام الله
“علاء العموري”
في شهر يونيو 2020 قتل على يد أجهزة أمن السلطة خلال تدخلها في خلاف على أرض بين عائلته وبلدية العيزرية
“عماد الدين دويكات”
كان يشغل منصب أمين سر حركة فتح في بلاطة البلد بنابلس، وفي تاريخ 25 يوليو 2020 قتل برصاص أجهزة أمن السلطة خلال اشتباكها مع مواطنين.
“نزار بنات”
اغتالته أجهزة أمن السلطة فجر الخميس 24 يونيو 2021 داخل مسكنه بالخليل.