أعلن مسؤولون فلسطينيون، اليوم الخميس، أن معارض السلطة، نزار بنات قد توفي بعد ساعات من اعتقاله.
وذكر بيان صادر عن محافظ الخليل أنه تم القبض على بنات فجر اليوم، بناء على مذكرة صادرة من النيابة العامة، مشيرا إلى انه أثناء القبض عليه تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الجليل الحكومي، وعند معاينته من الأطباء أكد أنه متوفي.
وحملت عائلة بنات السلطة الفلسطينية مسؤولية وفاته وقال أحد أفراد العائلة بعدما طلب عدم نشر اسمه “ما جرى عملية اغتيال وليس اعتقال”.
وأضافت العائلة “قوة كبيرة من الأمن الوقائي والمخابرات الفلسطينية مكونة من 20 عسكريا اقتحمت المنزل الذي كان يتواجد فيه نزار بعد خلع الأبواب وبدأوا بالاعتداء عليه مباشرة”. وتابعت “تعرض للضرب المبرح بالعصي وقطع حديدية على رأسه خلال الاعتقال”.
وأوضح أن العائلة تفاجأت بخبر وفاته “لأنه خرج معهم وهو حي وكان يصرخ جراء تعرضه للضرب”.
والناشط بنات كان مرشحا على قائمة الحرية والكرامة لانتخابات المجلس التشريعي التي تم تأجيلها قبل عدة أشهر.
وكان بنات من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفين بتوجيه انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية وتم اعتقاله أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.
وخلال السنوات الماضية، تعرض للاعتقال اكثر من مرة من قبل السلطة الفلسطينية. في أوائل مايو، أطلق مسلحون الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على منزله بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث كانت زوجته بالداخل مع أطفالهما.
وألقى نزار باللوم في الهجوم على حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، والتي تهيمن على قوات الأمن، قائلا إنها فقط من يمكنها الحصول على الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
الشعبية تحمل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية
حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، السلطة الفلسطينيّة المسؤوليّة عن اغتيال الناشط المعارض الوطني نزار بنات من خلال إقدام أجهزة أمنها على اعتقاله ووفاته بعد ساعات قليلة من هذا الاعتقال.
وتقدّمت الجبهة في بيانٍ صحفي، من أسرته وعائلته “بأحر التعازي والمواساة”، مُعتبرةً أنّ “قضية “نزار” حيًا وميتًا؛ قضية كل فلسطيني؛ وطني غيور، كان يطمح بمستقبل أفضل للوطن وأبنائه”.
وشدّدت على أنّ “اعتقال ومن ثم اغتيال “نزار”؛ يفتح مجددًا طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية، واستباحتها لحقوق المواطنين الديمقراطيّة؛ من خلال سياسة كم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل، وهذا ما يجب ألّا يسكت عنه أو يمر مرور الكرام؛ فشعبنا الفلسطيني وقضيته أكبر من أن تُحشر في زاوية تقديس الأشخاص أو المؤسّسات على حساب قضيتنا الوطنيّة وحقوق شعبنا وكرامته وحرياته المكتسبة والطبيعيّة”.
ودانت الجبهة هذا الاغتيال وأكَّدت أنّها “تنظر بخطورة لما جرى مع الشهيد الوطني نزار بنات؛” مُؤكدةً على “ضرورة أن تقوم المراكز والمؤسّسات الحقوقية، بدورها المطلوب إزاء القضية الخطيرة بكل أبعادها ودلالاتها وغيرها من القضايا المماثلة التي تمس حقوق وحريات أبناء شعبنا، وفي ذات الوقت؛ يعيد هذا الاغتيال؛ فتح النقاش الواسع حول واقع المؤسّسات الفلسطينيّة وحالة الاستئثار والتفرّد والهيمنة والاحتكار التنظيمي والشخصي لها ورفض الشراكة وتقديس الأشخاص وإهدار الحقوق العامة، وغير ذلك من الممارسات والجرائم، بل الخطايا المرتكبة من المؤسّسات “القيادية” الرسميّة، وعليه فإنّ المطلوب هو إنهاء كل ما سبق، بالنضال الشعبي الديمقراطي، والمؤسّساتي الفصائلي والمجتمعي على طريق إسقاط هذا النهج الذي طال أمده في المؤسّسات والساحة الفلسطينيّة”.
حمـاس: اغتيال نزار بنات جريمة مدبرة يتحمل تداعياتها عباس
أدانت حركة المقاومة الإسلامية حمــاس اليوم الخميس، بشدة اغتيال أجهزة أمن سلطة عباس الناشط والمعارض السياسي” نزار بنات” نائب رئيس قائمة الحرية والكرامة للانتخابات التشريعية.
وقالت الحركة في بيان صحفي وصل شهاب نسخة عنه:” إن هذه الجريمة المدبرة والمنظمة تعكس نوايا وسلوك سلطة عباس وأجهزته الأمنية تجاه أبناء شعبنا والنشطاء المعارضين وخصومه السياسيين”.
واضافت “إن حركة حماس إذ تنعى إلى أبناء شعبنا وأمتنا الشهيد المناضل نزار بنات، وتتقدّم بأحر التعازي والمواساة من أهله وعائلته وذويه، لتحمل رئيس سلطة أوسلو محمود عباس وسلطته المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات ونتائج هذه الجريمة النكراء التي تضاف إلى سلسلة جرائم وانتهاكات هذه السلطة بحق أبناء شعبنا، وإن دماء نزار بنات ستظل لعنةً تلاحق المجرمين والقتلة الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم لأعداء شعبنا”.
ودعت حماس كل مكونات شعبنا وفصائله ومؤسساته إلى الوقوف عند مسؤولياتهم، واتخاذ قرارات وطنية جريئة ومسؤولة تجاه المسؤولين والضالعين في هذه الجريمة البشعة، والعمل على حماية أبناء شعبنا من قمع وتغول وإجرام هذه السلطة وأجهزتها، وتغيير هذا الواقع الخطير الذي تفرضه سلطة التنسيق الأمني في الضفة الغربية.
الجهاد: اغتيال “بنات” يكشف مدي ملاحقة السلطة للمعارضين
أدانت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، اليوم الخميس24/6/2021، بأشد العبارات جريمة اغتيال المناضل والمعارض السياسي نزار بنات، التي وقعت فجر اليوم بعد اقتحام أجهزة أمن السلطة لمنزله في محافظة الخليل والاعتداء عليه بوحشية أمام أسرته وعائلته.
أكدت الحركة في بيان لها، أن جريمة اغتيال المناضل نزار بنات على يد أجهزة أمن السلطة في الخليل تكشف مدى التعدي على الحريات وقمع وملاحقة كل المعارضين لسياسات السلطة ونهجها والواقفين بجرأة وشجاعة في مواجهة الفساد.
وقالت :” لقد تعرض المناضل نزار بنات لحملة طويلة من الملاحقة البوليسية والتضييق والاعتقال والتشويه والتهديد بسبب مواقفه السياسية ومعارضته للسلطة وانتقاد القيادات المتنفذة فيها، ورغم كل تلك المحاولات لقمعه واسكاته إلا أن مواقفه لم تتغير حتى تم الاعتداء عليه وقتله في جريمة نكراء تستهدف ارهاب كل المعارضين للسلطة ونهجها”.
وأعربت الحركة في بيانها عن رفضها الشديد لأسلوب الاستقواء على أبناء شعبنا في مقابل عربدة المستوطنين وجنود الاحتلال في الشوارع والمدن والقرى دون رادع، محمله السلطة وأجهزتها الأمنية كامل المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء.
وطالبت الحركة بموقف وطني مسؤول إزاء هذه الجريمة وغيرها من جرائم التعدي على الحقوق والحريات والقمع الذي وصل لمستويات خطيرة آخرها ما حدث اليوم مع المناضل نزار بنات رحمه الله، مؤكدة على الاستمرار في الوقوف ضد نهج أوسلو ونهج التسوية وضد الفساد والقمع بكل أشكاله.
دماءك لا ينبغي لها إلا أن تكون ناراً ولعنة .. وكلماتك بقيت أعراساً من الشموع .. لا حراك فيها جامدة .. حتى إذا ما مت من أجلها انتفضت وثارت وعاشت بين الأحياء !!
وسيد الشهداء حمزة .. ورجل قال قولة حق أمام جائر ظالم فقتله !!#نزار_شهيد#اغتيال_نزار_بنات pic.twitter.com/b6I5tTkBZa
— أدهم أبو سلمية #فلسطين ?? (@adham922) June 24, 2021
من هو الناشط الوطني والقومي نزار بنات
نزار بنات من سكان بلدة دورا جنوب الخليل نشط ضد مشروع التسوية التي تقوده السلطة الفلسطينية، ويميل للفكر القومي، وله محاولات متكررة للتأسيس لحرية الرأي ضد مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
يعد من النشطاء المعروفين على الساحة الفلسطينية، ترشح عن قائمة “الحرية والكرامة” للانتخابات التي كان مقررا عقدها في مايو الماضي وأجلها الرئيس محمود عباس.
يمتلك سيرة ذاتية واسعة في انتقاد السلطة الفلسطينية ما جعل له سيرة ذاتية كبيرة في الشارع.
تعرض لأكثر من 8 حوادث اعتقال متفاوتة على يد أجهزة السلطة الفلسطينية، وأكد تعرضه للتعذيب والقمع في سجونها التي قضى فيها أشهرا طويلة.
وقبيل حادثة اعتقاله فجر اليوم، نشر المغدور بنات مقطعا مصورا له ينتقد فيه “فضيحة اللقاحات” وقال :”قيادة السلطة مرتزقة تتاجر بكل شيء على حساب القضية الفلسطينية”.