من حكايا العندليب.. كان يصلي الفجر ويزور مسجد الحسين متخفيًا

“على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلّم”، بهذه الكلمات التي تطرب آذاننا في كل مرة نقوم بسماعها فيها، أحيا جمهور العندليب ذكرى ميلاده الـ 82 التي حلت امس الاثنين، وأرسل سلامًا لروحه العطرة التي ما زالت حاضرة بينا رغم الغياب، من خلال أعماله الفنية وأغنياته الخالدة، ومواقفه الإنسانية، وظروف مرضه التي كانت سببًا كبيرًا في تعاطف الجميع معه وتأثرهم معه بشدة.
اليوم نكشف، في السطور التالية، عن العديد من الجوانب الخاصة في شخصيته وعاداته وطبيعة حياته وطقوس يومه، وغيرها من الكواليس التي تكشفها السطور الآتية:
** كانت للعندليب طقوس يومية يقوم بها منذ أن يستيقظ في الصباح، إلى أن يخلد إلى النوم، ومنها أنه يستيقظ عند الفجر ويقوم بقراءة القرآن وإقامة الصلاة في موعدها، ومن بين طقوسه أنه يأخذ سيارته وقت الفجر ويقوم بالتجول في الشوارع بمفرده أحيانًا، وبصحبة أصدقائه أحيانًا أخرى.
كان العندليب عاشقا لأكلة الملوخية والبامية، وكان لا يكلّ منهما أبدًا، ولكن ظروف مرضه منعته من تناول العديد من الأكلات لتأثيرها السلبي في الكلى، ومنها أنه كان يتناول الملوخية بدون ثوم مقلي، ويأكل الخضراوات مسلوقة، وكانت وجبة إفطاره عبارة عن العسل، وبياض بيضتنا، وفول مصفى من الزيوت، وبدون ملح، ومزود ببعض قطرات الليمون، ويعقبها تناوله للشاي الأخضر المزود ببعض قطرات العسل، وتشمل وجبة الغداء صدور فراخ مهروسة بدون ملح ليسهل تناولها، وبعدها يتناول حلوى البلوزة لعشقه لها، ولكنها بدون لبن، ويكتفي في وجبة العشاء بتناول الزبادي، أو العسل، أو البسكوت.
ودائمًا ما كان يفضل شرب اليانسون، والشاي الأخضر، ويفضل تناول البطاطا المشوية بالعسل، لما تحتويه من فوائد كبيرة، وكان عاشق لتناول فاكهة البطيخ.
وكان العندليب من عاشقي التردد على زيارة مسجد سيدنا الحسين، كان يذهب إليه متخفيا بنظارة كبيرة، حتى لا يتعرف عليه الجمهور، وبحتشد حوله، ويضيع عليه تلك اللحظة الروحانية التي يجد فيها ذاته، ويحب أن يفعلها بشكل دائم، ويجلس يقرأ القران ويقيم الصلاوات، حتى سطوع الشمس.

لقد اعتاد عبد الحليم طيلة حياته على حلاقة ذقنه بشكل يومي فور استيقاظه من النوم، حتى لو لم يكن هناك شعر بوجهه، ويعقبها خلوده للعمل والتفرغ لتسجيل أغنياته وقراءة الكلمات وسماع الألحان، ثم يقوم بتناول الشاي في إحدي الشرفات المطلة على النيل أو حديقة الأسماك.
كان يمتنع العندليب الأسمر عن الخروج لأكثر من 4 أيام قبل حفلاته، ويجلس في هدوء تام، ويحضر جيدًا للحفل، وكان لديه طقس تبخير الحنجرة فور استيقاظه من النوم، من خلال غلي بعض المياه ووضع رحيق طبي بها، واستنشاقها والتغرغر بها، حتى يؤهل حنجرته للغناء، وكان ذلك الطقس يحظى بشهرة واسعة في السبعينيات.
عشق العندليب ممارسة هواية التصوير التي كانت من أهم الهوايات لديه، كما انه كان يقوم بلعب البينج بونج والبلياردو، والمشي في نادي الجزيرة، بمفرده أو بصحبة أسرته وقت فراغه، وكان عاشقا لقراءة الشعر القديم والجاهلي، وكان يحب الأبنودي، وفؤاد حداد، وكان ينقل الصور التي تعجبه من خلال قراءته للشعر الجاهلي إلى أغنياته، كما أنه كان عاشقا للسفر والرحلات، وكانت أفضل الأماكن التي يسافر لها ويعشقها لندن، لبنان، تونس، المغر”، كما أنه كان لديه هوس شراء الملابس واقتناء أحدث صيحات الموضة.
لدي العندليب ايضا شغف بالفن الغربي، فكان دائمًا ما يقتني العديد من الإسطوانات الخاصة بأهم فناني الغرب وقتها، وكان الفنان العالمي فرانك سيناترا، هو المطرب المفضل للعندليب، وكان يتمنى الغناء معه، حيث إنه أثناء أستضافته ببرنامج “زيارة بمكتبة فولان” قام بغناء أغنية “سمايل” باللغة اللإنجليزية، التي كان يحب إتقانها والتغني بها.
كانت صوفيا لورين فنانته المفضلة، وكان يتمنى العمل معها، وبالفعل كان هناك مشروع فني سيجمعهما بصجبة الفنان الكبير الراحل عمر الشريف، والمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، وبالفعل قاموا بعدة جلسات عمل، وقد شبه الفنان عمر الشريف لصوفيا لورين العندليب، بأنه يشبه الفنان الكبير فرانك سيناترا، وطلبت لورين أن تستمع إلى صوته، الذي جذبها بشدة من خلال غنائه لأغنية “أهواك”، وكان يقوم الفنان عمر الشريف بترجمة كلمات الأغنية لها، حتى إنها قالت إنه من أصدق المعاني والأحاسيس التي سمعتها في طوال حياتها، وقامت بإهدائه ولاعتها الخاصة، تعبيرًا عن إعجابها الشديد بصوته، ولكن المشروع الفني لم يظهر للنور بسبب وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
كان للعندليب العديد من الصداقات العربية والعالمية، ولكن ابرز أصدقائه المقربين كانوا من العائلة المالكة بالسعودية، كما أنه كان صديقا مقربا لملك المغرب الحسن الثاني، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والرئيس الجزائري هواري بومدين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى