فيما اعلن السيسي سعيه للتوصل إلى اتفاق.. إثيوبيا توجه رسالة وقحة للعرب وتقول: اهتموا بشؤونكم واتركوا النيل للأفارقة

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الهدف الأساسي لمصر في ما يتعلق بتحركاتها الخارجية هو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وعلى التضامن العربي كمنهج راسخ، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كأحد ثوابت السياسة المصرية وليس مجرد توجه مرحلي.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم الخميس، وزراء ومسؤولي الإعلام العرب، وذلك على هامش انعقاد الدورة العادية (51) لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، وبحضور كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وأعرب الرئيس المصري عن التقدير لما يوفره العرب من دعم ومساندة لمصر في كل ما يؤثر على أمنها القومي، لا سيما في قضية سد النهضة، التي انخرطت مصر من أجل حلها في مفاوضات مضنية لفترة توشك على تجاوز عشر سنوات.

وأوضح أن مصر سعت للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وعادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن عدم إلحاق ضرر جسيم للأمن المائي لمصر والسودان ويحقق في ذات الوقت متطلبات التنمية لاثيوبيا.

على جانب آخر، أكد الرئيس المصري لوزراء الاعلام العرب، أهمية إعلاء منطق ومفهوم الدولة الوطنية لتحقيق مصالح الشعوب، والانتصار دائما لدولة المؤسسات على حساب كل فكر آخر يهدف لبث الفرقة والانقسام والفتنة بين أهل البلد الواحد.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بوزراء الإعلام العرب، مؤكدا حرص مصر على تعزيز دور الإعلام العربي والوطني، ليواكب الطفرات السريعة التي شهدها مجال الإعلام خلال السنوات الأخيرة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أكدت الجامعة العربية أنها تدعم كافة الخيارات التي تراها مصر والسودان مناسبة في قضية سد النهضة.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن مصر والسودان يتعاملان حتى هذه اللحظة بشكل مسئول بعيدا عن التصعيد من أجل الحل السلمي للأزمة.

وبالأمس، أكد رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، ماجد عبد الفتاح، أن “هناك حرصا عربيا على عدم تحول أزمة سد النهضة الإثيوبي، إلى صراع عربي أفريقي”.

وبالمقابل، طالبت وزارة الخارجية الإثيوبية جامعة الدول العربية بترك الشؤون الأفريقية للأفارقة والاهتمام بالقضايا والتحديات العربية، قائلة إن “نهر النيل مورد مائي أفريقي”.

وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية دينا مفتي، خلال إفادة صحفية مساء امس الأربعاء، إن تدويل ملف سد النهضة هو اتجاه معتاد من قبل مصر، لكن أديس أبابا ما زالت ترفض مثل هذه النزعات.

وتابع قائلا: “من جانبنا، أعلنا بحزم أن إثيوبيا هي مصدر النيل الأزرق، ويمكننا استغلال النهر بطريقة عادلة وصحيحة دون الإضرار ببعضنا البعض”، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية.

وأضاف أنه رغم وجود أكثر من 10 دول في حوض النيل، فإن جامعة الدول العربية تعتبر مصر والسودان “مالكين منفصلين” للمياه، معتبرا أن ذلك الموقف “غير عادل” من الجامعة.

وأردف المتحدث بالقول إن “الميثاق الاستعماري الذي تجاهل معظم دول حوض النيل لا يمكن تطبيقه اليوم، ولن يقبل أحد مثل هذه الاتفاقية المتحيزة في القرن الحادي والعشرين”.

وشدد على أن نهر النيل مسألة وجودية بالنسبة لبلاده أيضا لأن أكثر من 60% من السكان ما زالوا يعيشون في ظلام، مؤكدا أن الحوار والتعاون هما السبيل الوحيد لحل المسألة بطريقة مستدامة.

وتابع أن استبعاد دول حوض النيل وعرض القضية على أنها تخص دولتين فقط لا يمكن أن يحل المشكلة، مضيفا أن النيل نهر أفريقي ومصر دولة أفريقية وعضو مؤسس في منظمة الوحدة الأفريقية آنذاك أو الاتحاد الأفريقي الحالي.

واستطرد قائلا: “السودان كذلك عضو في الاتحاد الأفريقي. النيل نهر أفريقي والمشكلة هي أيضا داخل إفريقيا. وبالتالي، فلا داعي لنقل الموضوع إلى الدول العربية، ليحلوا التحديات التي تواجه الدول العربية ويتركون القضايا الأفريقية للأفارقة”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى