نكسة 67.. حائط مبكى الخونة والمرتجفين

بقلم: عبد الهادي الراجح

في هذه الظروف الساخنة يشاهد العالم كله بكل وضوح كذبة ما يسمى بالجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، ويلمس تراجع المشروع الصهيوني ، وشيخوخته المبكرة التي فاجأت كل داعميه من صهاينة العالم وعملائهم في وطننا العربي الكبير ، وقبل ذلك كانت حرب الاستنزاف الذي خاضتها مصر الناصرية قد كشفت هذا الجيش حيث رأى العالم كله بنك الأهداف الصهيوني في الرد على ضربات الجيش المصري البطل لقطعان جيش العدو ، والذي تمثل في استهداف المدنيين في مصر وجريمة بحر البقر شاهدة على العصر .
بعدها كشفته حرب الكرامة المجيدة عام 1968م ، حيث هزم قطعان جيش الكيان الصهيوني أمام الفدائيين والجيش الأردني .
ثم كشفته حرب أكتوبر المجيدة التي خانها أنور الساداتي، وبعد ذلك كشفته الصمود الأسطوري الفلسطيني في لبنان وتصديه لآلة الحرب الصهيونية وثباته لأكثر من 3 شهور في وجه البربرية والهمجية للجيش الصهيوني الذي قيل أن لا يقهر ، ثم كشفته المقاومة اللبنانية العظيمة وعلى رأسها حزب الله والذي تكلل انتصاره بالانسحاب الإجباري لقطعان جيش العدو من جنوب لبنان الصامد وهو صاغر .
ثم كشفته أكثر واكثر حرب تموز المجيدة 2006م ، ثم عرته أكثر وأكثر غزه الصمود والمقاومة عام 2014م ، ثم معركة سيف القدس عام 2021م ، التي أرسلت المجرم نتنياهو إلى مزبلة التاريخ ، وأصبح من يتحدث عن نهاية المشروع الصهيوني وسقوطه الوشيك ليس الناصريون من العرب ولا الإسلاميون الشرفاء المقاومون للمشروع الصهيوني ، وبالتأكيد ليس المشاركون في مجلس بريمر في عراق ما بعد الاحتلال ، أول مزايدين من تركيا وغيرها، ولكن الصهاينة أنفسهم من أصبح يتحدث عن نهاية المشروع الصهيوني .
في هذه الظروف تمر على الأمة ذكرى عدوان الخامس من حزيران يونيو عام 1967م ، أو العدوان الذي أراد له البعض أن يكون حائط مبكاهم الجديدة لتكريس ثقافة الهزيمة .
هؤلاء المرتجفون من الأنظمة العربية وكتبتهم ممن لم يشاركوا في معركة أو حرب إلا على وعي شعوبهم وذاكرته كلما استيقظت .
وهم أنفسهم من تآمر على العراق وليبيا وسوريا والسودان بتقسيمه ( مع غباء عمر البشير) ومن لا يرى في المقاومة للعدو الصهيوني إلا مغامرات ، كما وصفو انتصار تموز عام 2006 وانتصار فلسطين التي نموذجها غزه عامي 2014 و 2021 م.
أنهم الصهاينة من العرب الذين حاربوا المشروع القومي التحرري للزعيم جمال عبد الناصر ، وهم من دعم عدوان حزيران 1967 م ، ماديا وثقافيا حتى أصبحت تلك المعركة كربلائهم الجديدة ، ورسالة فيصل بن عبد العزيز آل سعود لسيده الرئيس الأمريكي ليدن جونسون شاهدة على العصر .
لذلك ونحن في الذكرى الرابعة والخمسون لعدون حزيران الأليم الذي أراد به العدو الصهيوني والخونة من الأنظمة العربية كسر هيبة الزعيم جمال عبد الناصر وهزيمة مشروعه القومي التحرري .
وتلك النكسة لم تكن حربا ولكن كانت عدوانا صهيونيا شاركت به أنظمة الاعتلال العربي كما نسميه في أدبياتنا السياسية ودورها الخياني لا يقل عن دور الصهاينة أنفسهم ، كيف لا وهم عبيدا وعملاء للصهاينة .
انظروا كيف أرادوا بعد عام 1967م ، والنكسة الأليمة عبر مال الذهب الأسود ( النفط) تكريس ثقافة الهزيمة وجعلها كربلاء جديدة بهدف محاربة الوعي العربي ، ساعدهم بذلك ردة وخيبة نظام أنور الساداتي حيث نجحت المخابرات الأمريكية في تجنيده بواسطة عميلها كمال أدهم صهر فيصل بن عبد العزيز آل سعود على أعظم ثورة عرفها العرب في العصر الحديث ثورة 23 يوليو ، وكيف استطاع الساداتي وهذا اسمه الحقيقي) بدعم الصهيو الأمريكي والمال الأسود من ثروات الأمة العربية أن يجعلوا من نكسة حزيران يونيو كربلاء جديدة بالقوة والتآمر ، عندما اقصى الساداتي كل خصومه السياسيين وكل صوت حر في مصر قد يحارب المشروع الصهيو أمريكي .
وبالقوة الناعمة السينما والمسرح والتلفزيون
وإعلام موجه كله للهجوم على المرحلة الناصرية وتصويرها كأنها معتقلات وسجون وقهر للإنسان ، تكللت بنكسة حزيران حتى رأينا من يقحم اسم الزعيم جمال عبد الناصر بمناسبة أو من غير مناسبة في كل ما يسيء للأمة ، وليس آخر هؤلاء الحاقدين صاحب الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة وما شاهده كل متابع حلقة الثلاثاء الماضية، حيث قام عميل مأجور من المعارضة السورية بالهجوم على الزعيم جمال عبد الناصر بدون أي مبرر ، وللأسف فان الطرف المقابل له وهو من تجار الإسلام السياسي لم يطربه من الحوار مع ذلك العميل إلا الهجوم على الزعيم جمال عبد الناصر .
وهذا المعارض السوري نفسه سبق ان  وقف أشبه بالتلميذ الصغير في الروضة، خلال حلقة نقاش جمعته بالفنانة السورية الرائعة المبدعة رغده.
نكسة حزيران يونيو تأتي هذا العام والمشروع الصهيوني يتهاوى وتتقاذفه الرياح ، والمقاومة للوجود الصهيوني تزداد ترسخا وقوة حتى رأينا فلسطين التاريخية وأمتها العربية كلها مقاومة .
لفد رأينا من يتحدث وخلفه صورة الزعيم جمال عبد الناصر وشعاره الخالد: ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، ومقاوم آخر يتحدث وفوق رأسه الآية الكريمة ( وأعدو لهم استطعم من قوة ورباط الخيل ) .
ومقاوم آخر يتحدث وخلفه شعار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها، فيما اختفى جرذان التطبيع وخرست أصوات الخونة المتآمرين بانتظار أوامر مشغليهم الذي صعقهم صمود فلسطين وخاصة غزه الأسطوري.
لقد قلنا ونقول أن نكسة حزيران يونيو ( وأنا الفقير لله كاتب هذه السطور ، استشهد شقيقي الأكبر يوم السادس من حزيران يونيو أي ثاني أيام العدوان ) .
ولكن تلك النكسة كانت خسارة معركة وليس نهاية حرب ، كما أن معاهدات الذل والعار كلها سقطت تحت أحذية المقاومة من كامب ديفيد إلى صفقات أصحاب كازيات النفط والغاز المسماة دول .
والصوت والمستقبل أصبح اليوم وغدا للمقاومة بكل أشكالها وألوانها ، وما النكسة كما أسلفنا إلا خسارة معركة في حرب الوجود الطويلة ، والمستقبل لن يكون إلا لأمتنا العربية صاحبة الحق، وقلبها فلسطين السائرة على طريق التحرير..أما دعاة  الهزيمة الذين أرادوا أن تكون خسارة المعركة هي نهاية التاريخ، فهم ذاهبون لمزبلة التاريخ ومحاسبة الأجيال غدا .
وبعد.. يقول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ( الخائفون لا يصنعون الحرية والمترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء ) وقال أيضا رحمه الله ( ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) .
عاشت أمتنا العربية.. عاشت فلسطين حرة عربية من نهرها إلى بحرها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى