“لابيد” يرسل نتنياهو الى مزبلة التاريخ، بعدما نجح في تشكيل ائتلاف حكومي يضم حزباً فلسطينياً لاول مرة في تاريخ اسرائيل
نجح زعيم المعارضة في إسرائيل، “يئير لابيد”، ليلة امس الأربعاء، في تشكيل ائتلاف حكومي للإطاحة برئيس الوزراء الحالي، “بنيامين نتنياهو”.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن زعيم حزب “يش عتيد” المعارض “يائير لابيد” أبلغ رئيس إسرائيل “رؤوفين ريفلين” بنجاحه في تشكيل الائتلاف الجديد الذي سيحل محل حكومة “بنيامين نتنياهو”.
وتفيد التقارير الإعلامية بأن “لابيد” تمكن من التوصل إلى التوافق مع الأحزاب الأخرى بشأن تشكيل الائتلاف، وذلك قبل ساعة تقريبا من انتهاء المهلة المحددة له بعد فشل زعيم “الليكود” “بنيامين نتنياهو” في هذه المهمة يوم 23 مايو/أيار الماضي.
وتشير التقارير إلى أن الصفقة حظيت بموافقة القائمة العربية الموحدة، وحزب “الأمل الجديد” بقيادة “جدعون ساعر”، إضافة إلى موافقة حزب “يمينا” بقيادة “نفتالي بينت”، الذي يعتبر أكبر شريك لـ”لابيد” في الائتلاف.
ومن المقرر أن يتناوب الشريكان الرئيسيان في الائتلاف الجديد “لابيد” و”بينت” على رئاسة الوزراء بعد 12 سنة من رئاسة “نتنياهو” للحكومة الإسرائيلية.
وقد وقع رئيس القائمة العربية الموحدة (الاخوانية) منصور عباس، مساء امس الاربعاء، على اتفاق مع رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد للمشاركة في الائتلاف الحكومي، حيث اعلن لابيد ليلة امس عن نجاحه بتشكيل ائتلاف حكومي بمشاركة احزاب من اليمين واليسار والمركز، ولأول في تاريخ اسرائيل يكون حزب عربي شريكا بائتلاف حكومي.
وزعم منصور عباس، رئيس الحزب الذي سبق ان انشق عن القائمة العربيه المشتركة، بعد التوقيع على الاتفاق ان “الطرفين توصلا الى تفاهمات واتفاق يقدم حلولا للمجتمع العربي” وان “الاتفاق يشمل الكثير من الامور الهامة والضرورية للمجتمع العربي خصوصا وللاسرائيلي عموما، وبشكل خاص المجتمع العربي في منطقة النقب وبما يتعلق بهدم المنازل”.
وشدد عباس :”هذه هي المرة الاولى التي اصبح فيها حزب عربي شريكا في تشكيل حكومة ، نأمل ان يتم اقامتها لاننا لا نريد انتخابات خامسة ولذلك اتخذت هذا القرار الصعب، سنعمل باصرار على نجاح هذه العملية”.
الخاسر الاكبر “نتنياهو” كان قد تسلم منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمدة قياسية بلغت 15 عاما، منها 12 متتالية، وهو أمر يعود جزئيا إلى نجاحه في إقناع الناخبين المتطرفين، بأنه وحده القادر على حماية الدولة العبرية، والدفاع عنها على الساحة الدولية.
والتقديرات الاولية تشير الى ان مهمة حكومة لابيد لا تقتصر على التخلص من نتنياهو وإطاحته من رئاسة الحكومة فحسب؛ لكن هناك مهمة ثانية وهي الإطاحة بنتنياهو من رئاسة الليكود. والتقديرات هي أن نتنياهو سيخوض معارك سياسية شرسة للحفاظ على مكانته حتى كرئيس للمعارضة.
وفي الولايات المتحدة رحبت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” بتشكيل الحكومة وهنأت بينت ولابيد، وقالت ان نجاحهما في هذه المهمة يثبت متانة الديمقراطية الإسرائيلية.
ردود غاضبة على قائمة “عباس”
هذا وقد لقي دعم رئيس القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس إقامة حكومة إسرائيلية والدخول فيها، ردود فعل غاضبة وسط الفلسطينيين داخل أراضي الـ48 وخارجها، كونها القائمة الأولى في الداخل المحتل التي تنضم لائتلاف حكومي إسرائيلي.
وعبر نشطاء وشخصيات رسمية وشعبية عن رفضها لموقف عباس، ووجهت له سيلا من الانتقادات والاتهامات بـ”الخيانة”، وقالت إن الإسلام بريء منه ومن جماعته التي تمثل “الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية” بالداخل، بعدما انشقت عن الحركة الإسلامية الشمالية في التسعينات وبقيت على هذا الاسم.
ويرفض فلسطينيو الداخل شعبًا وقوائم دعم أو مشاركة أي ائتلاف حكومي إسرائيلي، وتتجمع القوائم الممثلة للفلسطينيين في الداخل في القائمة العربية المشتركة باستثناء قائمة عباس المنشقة عنها منذ يناير.
الإعلامي محمد دراغمة كتب: “من باب التوضيح: الحركة الإسلامية – الجناح الجنوبي هي حركة منصور عباس، حليفة نفتالي بنت وجدعون ساعر وبني جنتس وآخرون، والتي لزم أن تسمى #الحركة الإسلامية الجناح_الصهيوني”.