يلينكن سيزور المنطقة.. بادن يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل “فرصة حقيقية للتقدم نحو تحقيق السلام”

رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن، فجر اليوم الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّلت إليه الفصائل الفلسطينية والعدو الاسرائيلي في قطاع غزة برعاية القاهرة، معتبراً أنّه يمثّل “فرصة حقيقية” للتقدّم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال بايدن في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض: “أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديموقراطية”، مضيفًا: “ستواصل إدارتي جهودها الدبلوماسية المتكتّمة ولكن الحازمة للتحرّك نحو تحقيق هذا الهدف”.
وتابع: “أعتقد أنّ لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدّم وأنا ملتزم العمل في سبيل ذلك”، مشيداً بالدور الذي أدّته القاهرة للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع الفلسطيني.
وتعهد الرئيس الأمريكي بتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات إعادة إعمار لقطاع غزة، وفي المقابل أضاف أن بلاده ستعزز منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، رغم شكاوى من اليسار الديمقراطي من صفة مبيعات أسلحة أمريكية معلقة لإسرائيل.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة “لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة”. وأكد أن مساعدات إعادة إعمار غزة ستكون بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وليس حماس التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
بلينكن يتوجه للشرق الأوسط قريبا
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر اليوم الجمعة، أنّه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط “في الأيام المقبلة”، وذلك في أعقاب دخول اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حيّز التنفيذ بعد تصعيد عسكري استمر 11 يوماً بين الطرفين.
وقال بلينكن في تغريدة على تويتر: “سأزور المنطقة في الأيام القليلة المقبلة وأتطلّع للقاء وزير الخارجية الإسرائيلي ومسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين آخرين”.
بدوره، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ بلينكن أبلغ نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي في اتصال هاتفي بأنه يعتزم السفر للشرق الأوسط خلال الأيام القادمة للاجتماع معه ومع وزير الخارجية الفلسطيني ونظراء إقليميين من المنطقة.
ولم يحدّد بلينكن ولا برايس متى بالتحديد ستبدأ هذه الجولة.
مكالمة فظة بين بايدن ونتنياهو
هذا وقد كشفت مصادر لشبكة سي أن أن CNN الأمريكية يوم امس الخميس، تفاصيل المكالمة التي وصفتها بالـ “فظة” بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت الشبكة الأمريكية “بدأ صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ينفد على نحو متزايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد مكالمة هاتفية فظة، الأربعاء، حدد فيها موعدا نهائيا لتهدئة العنف، وأوضح أنه يتوقع وقف إطلاق النار قريبا”.
وأضافت أن المكالمة كانت أكثر “مباشرة وصراحة” من أي من الاتصالات السابقة منذ أن تولى بايدن منصبه، وفقا لمسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية.
وصرح المسؤول بأن بايدن الذي تعامل مع نتنياهو منذ عقود، لم يتراجع.
وأفادت مصادر متعددة لشبكة CNN بأن بايدن أراد أن يأخذ نتنياهو تحذيره الصارم على محمل الجد، بالنظر إلى أنه انتظر أياما بهدوء لإيصال رسالته.
وذكرت أن جزءا من حسابات بايدن فيما يتعلق بالبقاء هادئا علنا كان القلق من أن يتجاهل نتنياهو دعواته العامة لوقف التصعيد وهو السيناريو الذي يبدو أنه بدأ الآن.
وصرح شخص آخر اطلع على الأمر بأن بايدن المحبط بشكل متزايد، تبنى لهجة مباشرة وحازمة في المكالمة.
وتابع قائلا إنه “ردا على ذلك، لم يعرض نتنياهو على بايدن أي تعهد محدد بخفض العنف.. كان بايدن حذرا من ممارسة الضغط علنا على نتنياهو، معتقدا أن هذا التكتيك سيؤدي إلى نتائج عكسية، لكن تصريحات نتنياهو خلال اليوم الماضي بأنه يخطط لمواصلة العملية أرهقت صبر بايدن، وفقا لمسؤولين.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الصراع يشكل اختبارا مبكرا لعلاقتهما، وهو ما لم يعطه بايدن الأولوية عند توليه منصبه.
وكشفت أعمال العنف خلال الأيام القليلة الماضية عن ديناميكية سريعة التحول في الحزب الديمقراطي، حيث يشعر الأعضاء التقدميون بحرية انتقاد إسرائيل علانية وحتى أولئك الذين دعموا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دعوا إلى وقف إطلاق النار.