في الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة.. شعبنا يجدد نضاله

بقلم: عبد الهادي الراجح

تمر ذكرى النكبة هذا العام ونحن في وضع وظروف مختلفة عن الماضي، فقد كان شعبنا العربي الفلسطيني طيلة السبعة عقود من النكبة الأليمة يجدد نضاله ويخترع أدوات جديدة بدءاً من القلم والكلمة الحرة حتى الكلاشينكوف والصاروخ، ولكنه في هذه الأيام المجيدة، رغم مرارتها، يتفوق على نفسه ويحقق لشعبنا لأمتنا العربية ما تفخر به بل تفاخر العالم بنضال هذا الشعب الفلسطيني الذي ما كان يوما ولن يكون الا عربياً صميما، رغم سقوط الساقطين من أمتنا العربية، بدءاً من المقتول أنور الساداتي وصولاً لشيوخ العار في الخليج المحتل وغيرهم من الساداتيين العرب الذين لم يوجدوا على رقاب شعوبهم إلا كما وجد الكيان الصهيوني نفسه، أي بواسطة الإمبريالية العالمية ممثلة في بريطانيا وفرنسا سابقاً ثم أمريكا الوريث الحالي .
المؤامرة على شعبنا العربي الفلسطيني وقواه السياسية المناضلة أصبحت على المكشوف، والا أين جامعة المستعمر إيدن التي أوجدها للمستحمرين من العرب ؟ اين مؤتمر نظام آل سعود المتأسلم ؟ إنه اليوم في الخندق الأخر المعادي لأمتنا وشعبن،ا وأين أصحاب الوصايا على المقدسات التي تمت في موافقة الكيان الصهيوني المحتل ؟ والله إنه لشيء مخجل أن القدس عروس عروبتكم يجري تهويدها وحكومات كامب ديفد ووادي عربة تشتري الغاز المسروق من فلسطين المحتلة .
وفي المقابل نرى الصورة الحقيقية المشرفة التي يفتخر بها كل عربي بل وكل حر في العالم لشعبنا العربي في فلسطين وثورته المباركة على ذيل الاستعمار من قطعان الصهاينة حتى في الأراضي التي سلمتها بريطانيا وعملائها للكيان الصهيوني عام 1948م .
لقد انتفض شعبنا وقدم التضحيات في كل فلسطين التاريخية، وأثبت لكل سفهاء التطبيع والخيانة والعمالة من فاقدي الشرف والكرامة أن فلسطين واحدة لا تتجزأ سواء من سلب بالقوة والغدر والخيانة عام 1948م أو من احتل في عام 1967م .
لقد اعلن شعبنا العربي في فلسطين اليوم، في ذكرى النكبة، للعالم أجمع بأنه لا تنازل عن حقوقه التاريخية ولا عن شبر من أرضه المباركة في الوقت الذي ينزل لميدان الفداء والتضحية المناضلون من الأحرار والحرائر بصدورهم العارية إلا من الإيمان بالله وحقهم التاريخي في وطنهم، فيما نجد وسط هذه المواقف المشرفة كلاب التطبيع والتزمير تدخل جحورها بانتظار الأوامر الجديدة من أسيادهم ومشغليهم الذين صدمهم صمود شعبنا وإصراره على حقوقه التاريخية .
باختصار، ذكرى النكبة هذا العام جاءت وإن كانت مصبوغة بلون الدم الطاهر وأرواح الشهداء الأبرار، ولكن بواقع مختلف عن الأعوام الثانية والسبعين الماضية ، إنه واقع إصرار شعبنا المعمد بالدم والأرواح الطاهرة على التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني من البحر للنهر، فيما أصبح جيش الاحتلال اليوم مهزلة العالم وقاتل الأطفال والمدنيين ، بينما ارتفع علم فلسطين في سماء العالم كله..  عاش نضال شعبنا، عاشت فلسطين حرة عربية من البحر للنهر، ولا نامت أعين الجبناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى