اعتداءات الصهاينة المتكررة على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة

بقلم: د. كاظم ناصر

تزامنا مع اعتداءاتها على المصلين المسلمين لمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه، حاصرت دولة الاحتلال يوم السبت 1/ 5/ 2021، كنيسة القيامة في القدس، وأقامت الحواجز، ونشرت ألعديد من أفراد الشرطة الذين اعتدوا على عشرات الفلسطينيين المسيحيين بالضرب بينهم رهبان وراهبات، وأغلقوا محيط الكنيسة والشوارع والأزقة المؤدية لها لمنع المسيحيين من الوصول إليها لأداء صلواتهم والاحتفال بعيد “سبت النور” للطوائف المسيحية الشرقية الذي يسبق عيد الفصح، وتنظم فيه مسيرات تنقل شعلة النور إلى الكنائس في المحافظات الفلسطينية إيذانا ببدء الاحتفال بعيد الفصح.
لم تتوقف دولة الاحتلال منذ اغتصابها لفلسطين عن اعتداءاتها المنهجية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 48 والضفة الغربية وغزة، خاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس، والحرم الإبراهيمي في الخليل، وكنيسة المهد في بيت لحم، وعن اعتداءاتها على الآثار الإسلامية والمسيحية وسرقتها وطمس معالمها ومحاولة تزير تاريخها، وتحويلها زورا وبهتانا إلى معالم يهودية، وبدعم مباشر من الدولة الصهيونية، والحاخامات، والمستوطنين، وحماية جيش الاحتلال بهدف إحداث تهويد ديني لهذه المقدسات التي لها مكانتها الدينية المميزة عند المسلمين والمسيحيين.
فعلى الصعيد الفلسطيني الرسمي دان الوزير رمزي خوري الاعتداء على المشاركين في الاحتفال، وقال إنه لم يقتصر على المواطنين، بل تمادى وتطاول على رجال الدين ومنعهم من الوصول إلى الكنيسة؛ الصهاينة يعتبرون الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه عدوهم اللدود، ويعملون على التخلص منه دون اعتبار لأماكن عبادته وانتماءاته الدينية.
الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون تصدوا للغزاة طيلة تاريخهم، وحموا الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة، وبنوا وعمروا فلسطين بسواعدهم، وجعلوها من أكثر دول العالم العربي تطورا قبل احتلالها عام 1948، وعانوا معا من الاحتلال وظلم ذوي القربي، وروت دماءهم الزكية ترابها، وسيقهرون الصهاينة ويفشلون مخططاتهم لتهويد الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى