صورة من صور نهب ” أولياء الأمر” العرب لثروات شعوبهم

 
نشرت صحيفة ” الغارديان The Guardian ” البريطانية بتاريخ 14/ 4/ 2021 تحقيقا أعده ديفيد كون، وهاري ديفيس، وسام كتلر تحت عنوان ” إمبراطورية الشيخ محمد العقارية الضخمة في بريطانيا The Huge British Property Empire of Sheik Mohammed” جاء فيه أن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوب يملك أراض بمساحة 40 ألف هكتار، أو ما يعادل 100000 فدان بما فيها مزرعة ” أنغريف ” ومساحتها 25000 هكتار في الهضاب الاسكتلندية، ومزرعة ” لونغ كروس” التي اشتراها عام 1976 بمبلغ 75 مليون جنيه إسترليني، مما يجعله أكبر ملاكي الأراض في بريطانيا، وان الأراضي والقصور والاسطبلات ومراكز تدريب الخيول والمزارع التي يملكها في المناطق الراقية في لندن ومناطق أخرى تقدر بمليارات الجنيهات، وذكر كاتبو التحقيق أنه لا يمكن معرفة عدد وحجم وقيمة ممتلكات الشيخ الحقيقية لأن معظمها مسجل عبر شركات في الخارج.
الشيخ محمد ينتمي إلى مجموعة من ” أولياء الأمر ” الذين يحكمون العالم العربي وينهبون ثرواته؛ ولهذا فإنه من المستحيل تحديد حجم الأموال التي نهبوها وأودعوها في بنوك أجنبية، أو صرفوها على يناء وشراء القصور والمزارع في دولهم وفي مناطق مختلفة من العالم، وعلى طائراتهم الخاصة العملاقة الباهظة الثمن و” الخدم والحشم “، واستثمارات فاشلة في دول الغرب. وإن مئات مليارات الدولارات من الأموال العربية السائبة التي نهبوها وأودعوها واستثمروها في الدول الغربية استغلتها تلك الدول وبنوكها في الصناعة والزراعة والتجارة وفي خلق ملايين الوظائف لمواطنيها، ولو أن تلك الأموال استثمرت بحكمة في الدول العربية لتخلصت من البطالة والفقر، ولكانت في مقدمة الدول المتطورة التي تنعم بالرخاء والأمن الاقتصادي والسياسي.
فلا غرابة إذا أن الدول العربية، ومن بينها دول النفط الخليجية الغنية، تعاني من عجز كبير في ميزانياتها، ومن مديونيات عجزت معظمها عن سدادها، وإن عددا منها على وشك الإفلاس الاقتصادي، وتعيش على الضرائب التي تفرضها على شعوبها التي تعاني من البطالة والفقر، وتلهث للحصول على رغيف الخبز المغمس بالعرق والمعاناة والذل، وعلى المساعدات الأجنبية التي تتلقاها مقابل انصياعها لإرادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وغيرها. ولا غرابة أيضا في كون محمد بن راشد نموذجا لأصحاب ” الجلالة والسمو والفخامة ” العرب المنشغلين بنهب ثروات شعوبهم، وحماية أنظمتهم بالتحالف مع أعداء الأمة العربية، وبالتنازل عن حقوقها في فلسطين والقدس والجولان وغيرها من الأراضي العربية المحتلة.
الوطن العربي غني بشعوبه الفتية، وموارده الطبيعية، ومساحاته الزراعية الهائلة، وموقعه الجغرافي الذي يربط شرق العالم بغربه. لكن مشكلته الكبرى تكمن في حكامه وطبيعة أنظمتهم الدكتاتورية الفاسدة؛ أي إن دولنا العربية هي هياكل كرتونية تحميها وتتحكم بها تحالفات عائلية وقبلية، وتقوم على التسلط والفساد والجهل والتبعية، وتعاني من خلافات وانقسامات وحروب بينية، ولا علاقة لها بمقومات دول القانون والمؤسسات الديموقراطية الحديثة ولا يرجى منها خيرا؛ وإذا لم تستيقظ الشعوب العربية وتتصدى لجلاديها وظالميها وناهبي ثرواتها، وتنتزع منهم حقوقها، وتغير واقعها، فإن مصير أمتنا سيكون كارثيا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى