الأميركان والإنسان!

دامت البلطجة سمةً وثيقة العرى بالسياسات الكونية للإمبريالية الأميركية وملا زمة لها.. هنا لا تلتفتوا لمسمَّى قاطن البيت الأبيض.. لا يهمنكم حزبه ولا لونه، أو تلقوا بالاً لبرنامجه، بمعنى أن تخطئوا فتتذكَّروا وعوده الانتخابية!
.. سمة تلازمها، وهذه الأيام ارتقت لحالة لوثةٍ يزيد من سعارها الإحساس بأعراضٍ مربكةٍ لسن اليأس الإمبراطوري آن بلوغ جلالتها القمة فمواجهة المابعد.. هذا الذي هو محتوم الصيرورة التاريخية للإمبراطوريات، حيث دنو لائح بدايات الانحدار، فجنون التخبُّط المعاند لخطواته الأولى باتجاه قدرية الأفول.
بايدن يريد دفع اكرانيا لارتكاب غلطة جورجيا وجني مآلات خطيئة سكاشفيلي، بمعنى التضحية بها لمعاقبة الدب الروسي على أفعاله “الخبيثة”، أو إفاقته النشطة من بيات شتوي لم يدم!
وإذ عجز عن إقناع حلفائه الألمان بوضع حد لسيل الغاز الروسي الشمالي، بات همُّه التصدي لشلالات طرق وأسْوِرة حرير التنين الصيني الصاعد وصد تسونامي بضائعها الدافق في أربع جهات الأرض!
والمفارقة، أنه يهم بكل هذا، بينما هو يسارع للهروب من ورطة مواجهة عمائم طالبان في تعاريج جبال الهندكوش، معترفاً بخسارة حربٍ امتدت عشرين حولاً والتهمت تريلونات الدولارات.. منذ الفيتنام لم يكسب الأميركان حرباً واحدة..
.. ومنذ هيروشيما، وعود بأثر رجعي إلى أول مستوطنة لقتلة الأباء المؤسسين، أو ما أُقيمت بدايةً على جماجم الهنود الحمر وتوسَّعت وتكاثرت لاحقاً بعرق ودموع الأفارقة المستعبدين وتعرف اليوم بالولايات المتحدة، لم يتوقف الأميركان عن ارتكاب جرائمهم المستدامة ضد الإنسان بذريعة حقوق الإنسان!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى