فتح على صفيح ساخن.. توالي الانسحابات الاحتجاجية من قائمتها الانتخابية، واشتداد صراعها مع تكتل القدوة – البرغوثي وتيار دحلان

انفصل الأسير  الشهير مروان البرغوثي عن الحزب السياسي الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية في وقت متأخر من مساء امس الأربعاء ، مما أدى إلى تصعيد الصراع على السلطة وتقويض آمال الحزب في الاحتفاظ باحتكار السلطة في الانتخابات البرلمانية.

وقد انضم فصيل البرغوثي إلى رمز آخر للسياسة الفلسطينية منذ فترة طويلة ، ناصر القدوة ، ابن شقيق السيد عرفات والمبعوث الفلسطيني السابق لدى الأمم المتحدة ، والذي انشق عن فتح هذا العام، وهو ما يشكل تحديا مباشرا لزعيم فتح البالغ من العمر 85 عاما ، محمود عباس ، رئيس الحركة. السلطة الفلسطينية.

ويعتقد محللون أن تحالف القدوة والبرغوثي قد يؤدي إلى تقسيم أصوات فتح ، وربما يكون بمثابة عامل يمكن أن يفيد حماس ، الجماعة الإسلامية المتشددة التي تسيطر على غزة.

قال غيث العمري ، المستشار السابق للرئيس عباس وكبير المحللين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، وهي مجموعة بحثية في واشنطن: “هذا تطور دراماتيكي وكبير”. “هذا تحد كبير بقدر ما يمكن رفعه لاستراتيجية عباس الانتخابية وبصورة عامة سيطرته على فتح”.

واضاف العمري: “هذا أحد أهم التطورات السياسية في فتح منذ أن أصبح عباس رئيساً عام 2005”. البرغوثي والقدوة مزيج لا يمكن لقيادة فتح أن ترفضه بسهولة. لديهم مخزون عميق جدا من الشرعية في الحزب ويمثلون تحديا كبيرا لسيطرة عباس على السلطة فيه “.

 

وبناء على ذلك فسيضطر أنصار فتح الآن للاختيار من بين ثلاثة فصائل مرتبطة بفتح – الحزب الرسمي ، تحالف البرغوثي والقدوة ، ومجموعة منشقة ثالثة بقيادة رئيس أمني سابق هو محمد دحلان .

الاخطر من ذلك هو توالى تسجيل حالات الانسحاب من قائمة حركة فتح بشكلٍ متتابع مع إعلان لجنة الانتخابات عن انتهاء فترة الترشح والتعديل مع نهاية يوم أمس.

ومع بدء اليوم الخميس، أكد 9 من مرشحي قائمة فتح انسحابهم، فيما قدموا ما يبرر تبنيهم لتلك الخطوة.

فعلى حسابه بموقع “فيسبوك”؛ كتب الأستاذ في جامعة الأزهر بغزة رياض الأسطل أن انسحابه جاء على خلفية “الاختيار اللا مسؤول الذي تجاهل حجم الناخبين في خان يونس”.

وعزا الأسطل في تغريدته التي أعلن فيها انسحابه ذلك إلى “تجاهل رأي القاعدة الجماهيرية، ورأي التقارير المرفوعة، وهو السلوك الذي لا يمثل روح حركة فتح”.

وكتب المرشح المنسحب أيضًا: “ألف مبارك للحركة على اختياراتها الموفقة جدًا.. جدًا.. جدًا، وكل الشكر لكل من دعم ترشيحي في القائمة بأي صورة من الصور”.

وقدم أسفه لكل القوائم التي رفض الانضمام إليها، قائلًا: “الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل.. وذلك نظرًا لأن هناك أكثر من خمس قوائم محترمة عرضت علي الانضمام لها بمواقع متقدمة من قوائم مرشحيها”.

وقال الأسطل: “لكنني رفضت العرض لأسباب تتعلق بقناعات سابقة اكتشفت أنها بغير محلها، فإنني أعتذر لكل هذه القوائم، وأتمنى لها مزيدًا من التقدم والتوفيق”.

لحقه في الانسحاب المحاضر في ذات الجامعة محمد أبو حميدة، إذ غرد على حسابه في “فيسبوك”، قائلًا: “أعلن انسحابي من قائمة فتح المرشحة لانتخابات المجلس التشريعي ٢٠٢١ لأسباب أحتفظ بها لنفسي مع شكري وتقديري”.

ولم يفصح أبو حميدة عن الدوافع التي أجبرته على الانسحاب من قائمة فتح، قائلاً: “أتحفظ على أسباب هذا القرار لنفسي”.

المرشح رقم 129 في قائمة فتح إبراهيم الحموز كشف عن تعرض منزله في مخيم الفوار بالخليل إلى إطلاق نار بواقع 9 عيارات نارية.

نشطاء نشروا صورًا تظهر حجم الأضرار التي لحقت بمنزله جراء الهجوم الذي نفذه مجهولين فروا من المكان سريعًا.

وجاء حادث إطلاق النار على الحموز عقب تسجيل القائمة رسميًا.

كما أعلن الأسير فؤاد الشوبكي عن انسحابه من القائمة. وقال في رسالة له: “تشرفت بوضع اسمي في قائمة الشخصيات التي ستمثل حركة فتح في قطاع غزة (..) كم كان شرف لي أن أكون خادماً لهذه الحركة العملاقة”.

وأكمل: “ثم ظهرت تلك القرارات التي أزالت بعض الشوائب واللغط عن بعض الأشياء وأوضحت بعض الأمور ولست في مجال لسردها أو حتى الاعتراض عليها”.

ولم تتوقف الانسحابات من القائمة عند هذا الحد، بل أعلنت 11 منطقة تنظيمية غرب محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة تجميد نشاطها التنظيمي في الانتخابات.

وعزت موقفها في بيان قرأته أمام عدسات الكاميرات فجرًا بظل إطلاق نار كثيف في الهواء، إلى أنه احتجاج على تغيير رقم مرشحهم في القائمة وتأخيره إلى الرقم 51.

يذكر أن خلافاتٍ حادة في داخل فتح طفت إلى السطح، بسبب رئاسة القائمة المرشحة للانتخابات التشريعية.

وتقول مصادر إن تلك الخلافات سُجلت بين نائب رئيس الحركة محمود العالول، وأمين سرها جبريل الرجوب، على رئاسة القائمة المتنازع عليها.

وأصدر الرئيس محمود عباس أمس مرسومًا بترقية الرجوب لرتبة فريق وإحالته للتقاعد، قبيل تقديم قائمة حركة فتح للجنة الانتخابات، والتي يتوقع أن يترأسها الرجوب أو أن يكون رقم 2 فيها.

وتصاعدت الخلافات بظل وجود انشقاقات جديدة في فتح، خاصة بعدما أعلن القيادي بالحركة عدنان ملحم عن عدم قبول الترشح في قائمة الحركة لانتخابات التشريعي، بسبب ترتيبه فيها برقم “108”.

ووجه ملحم عبر حسابه بـ”فيسبوك” رسالة لرئيس الحركة محمود عباس، وأعضاء اللجنة المركزية قال فيها: “أشكر ثقتكم الكبيرة، التي منحتموني إياها، بإدراج إسمي بقائمة فتح لانتخابات المجلس التشريعي القادمة برقم 108.. وأعتذر عن قبول الترشيح”، معتقدًا بأن وضعي في هذه المرتبة، لا يتفق مع تاريخي النضالي والأكاديمي الطويل.

وأعلنت قيادات في اللجنة القيادية للتنظيم في طولكرم استقالتهم من فتح بعد أن تجاهلت الحركة إدراج أسمائهم في القائمة المرشحة للانتخابات التشريعية.

وسجلت فتح قائمتها رسميًا لدى لجنة الانتخابات المركزية قبل ساعاتٍ قليلة من إغلاق باب الترشح بعد تسجيل 36 قائمة انتخابية لانتخابات المجلس التشريعي المقررة بعد سبعة أسابيع تقريبًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى