الاتفاقية الأردنية الأمريكية.. عودة لزمن الاستعمار
بقلم: عبد الهادي الراجح

أستغرب من بعض النواب والسياسيين الذين أثاروا الدنيا ضجيجا وصراخا على المعاهدة مع الولايات المتحدة التي وقعتها حكومة لا تملك من أمرها شيئا إلا تقديم وتأخير الساعة ، شأن سابقاتها .
واسأل هؤلاء هل المعاهدة مع الولايات المتحدة جديدة أم أنها أصبحت مكتوبة ومعلنة بعد أن كانت اتفاقية سرية غير معلنة منذ جلاء المستعمر البريطاني كلوب عام 1956م ، في فترة المد القومي الناصري، حيث حل مكانه المستعمر الأمريكي بقواعده الثابتة والمتحركة وهو مقيم وفوق القانون، فأي قانون سيطبق على الجنود الأمريكيين إذا كانت الحكومات الأردنية ومجالس النواب التابعة لها قد عجزت عن محاسبة جندي صهيوني قتل اثنين من المواطنين الأردنيين في عاصمتهم عمان ، فيما عرف بجريمة السفارة .
وخرج كما دخل حيث استقبل استقبال الفاتحين من قبل نتنياهو وعصابته عندما وصل إلى فلسطين المحتلة .
ما الجديد في إعلان الاتفاقية التي أصبحت علنية مع الولايات المتحدة ، وطوال تاريخينا نعرف ان الجنود الأمريكيين فوق القانون،
إذا كان الحراس الصهاينة فوق القانون فكيف بالأمريكيين ؟ ولكن يبدو أن بعض النواب والسياسيين يجدون في الصوت العالي والتمثيل ما يشي بالنهم تفاجأوا بهذه الاتفاقية التي تعتبر بمثابة احتلال علني وعلى عينك يا تاجر ،بعد أن كان في الماضي يغطي بالسر على كل ما يقوم به الجنود الأمريكان من همجية وبربرية في المنطقة العربية .
لذلك نقول بملء الفم أن توقيع هذه الاتفاقية هي إعادة اعتبار لبريطانيا بعد إلغاء الاتفاقية معها من قبل أول وآخر حكومة أردنية منتخبة هي حكومة الزعيم القومي الناصري سليمان النابلسي رحمه الله .
اليوم تأتي الولايات المتحدة لتعيد الاعتبار لبريطانيا حليفتها التاريخية على حسابنا، بل أن المعاهدة مع الولايات المتحدة أسوأ من المعاهدة مع البريطانية التي كانت إفرازا لأمر واقع، حيث كان الاستعمار البريطاني كولونياليا في ذلك الوقتوغم انهم أسموه اسما متحضرا هو انتداب بحكم قوة بريطانيا في ذلك الوقت .
أما المعاهدة مع أمريكا في عصر ما يسمونه استقلال فإنها نوع من التبعية بمحض الإرادة والموافقة .
والحقيقة هذه المعاهدة تضعنا جميعا أمام مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية، وتفرز بشكل واضح لا يقبل الجدل المناضل من المقاول، ومن مع الوطن ومن لا يهتم بامر الوطن .
وعليه، فان المطلوب من مجلس النواب وكل القوى من سياسية ونقابية وحزبية وشخصيات وطنية إعلان رفضها لهذه الاتفاقية والتخلص منها شأن التحرر سابقا من الاتفاقية مع بريطانيا .
ولا عزاء للصامتين .