سؤال اليوم والغد.. هل عباس راغب في استخلاف ماجد فرج ام راضخ لضغوط دوائر خارجية؟

ذكرت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية ان رئيس السلطة محمود عباس قد هاتف، اليوم الأربعاء، رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، معزيا بوفاة زوجة شقيقه الأصغر.

كما عزى ايضا اللواء المتقاعد عوني المشني، والد الفقيدة.

وأعرب عباس خلال الاتصال الهاتفي، عن خالص تعازيه بوفاة الفقيدة، سائلا الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وان يسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

ومن جانيه، شكر اللواء ماجد فرج، باسم العائلة، الرئيس عباس على هذا الاتصال.

هذه المجاملة غير المعهودة لدى عباس تجاه اعوانه، اثارت من جديد موجة التكهنات التي سبق ان ترددت بقوة في أروقة المقاطعة وفي غرف المخابرات الغربية والعربية، حول ماجد فرج بوصفه الخليفة الأوفر حظاً في منصب الرئاسة، وذلك في ظل المعيقات التي تحول دون ظفر مروان البرغوثي بالمنصب كونه قابعا في معتقلات الاحتلال.

فرج الذي يعتبر الساعد الأيمن للرئيس عباس، وأحد الشخصيات الثلاث التي تشكل خلية الأزمة التي تعاون عباس، أحكم سيطرته على العديد من مفاصل حركة فتح والسلطة الفلسطينية بحكم منصبه في رئاسة جهاز المخابرات.

من هو “الباشا” فرج

ولد فرج في مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم عام 1962، انتمى لحركة فح آواخر سبعينات القرن الماضي، عين كمدير لجهاز الأمن الوقائي في أكثر من مدينة بالضفة، ومديراً لجهاز الاستخبارات العسكرية عام 2006، لينال منصب رئاسة جهاز المخابرات عام 2009.

برز حضور ونفوذ فرج في السنوات الأخيرة، بعدما تحول لحاكم فعلي في كثير من القضايا، بفعل نفوذه الواسع، الذي اكتسبه من لقاءاته مع قادة الدول في الخارج، حتى صار أنصاره يناودنه بلقب “الباشا”.

مواقع إلكترونية من حركة فتح سربت خلال الأشهر الأخيرة أن فرج زار العديد من دول العالم والتقى قادة أجهزة مخابرات فيها، دون علم الرئيس عباس، ودون التنسيق مع السفارات والقنصليات الفلسطينية في تلك الدول.

المعلومات التي حصلت عليها قيادة فتح أن فرج لديه شبكة علاقات جيدة مع العديد من الدول العربية، وتحديداً مصر والسعودية والامارات وجمعيها تؤيد وتدعم فرج في تولي كرسي الرئاسة.

الشخصية الأولى في التنسيق

الإعلام العبري الذي تحدث مرات عدة عن إنجازات فرج الأمنية وتمسكه بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، وملاحقة المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد تصريحه الشهير بأن السلطة أحبطت 200 عملية ضد إسرائيل، لتقدمه على طبق من ذهب لرئاسة السلطة.

ويعد فرج الشخصية رقم واحد في السلطة الفلسطينية التي تقود التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وإحباط أي عمل للمقاومة الفلسطينية.

صراع خفي

نهاية يناير من عام 2020، تمكن جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، من القبض على مجموعة من عناصر حركة فتح، حاولت اغتيال أبناء فرج وزوجته.

وبحسب مصادر أمنية، فإن قوة من جهاز الأمن الوطني تمكنت من إلقاء القبض على خلية عرفت عن نفسها أنّها تنتمي الى حركة فتح قرب منزل فرج، وفي حوزتها أسلحة أوتوماتيكية وعبوة ناسفة.

وأوردت المصادر أن العناصر الخمسة كانوا يخططون لتفخيخ سيارة أسرة رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية. واعترفت الخلية بعد التحقيق، أنها تابعت أسرة اللواء فرج على مدار أسبوع، وبعد سلسلة من عمليات الرصد، عزموا على تفخيخ سيارة الأسرة، بناءً على تعليمات داخلية من مسؤولين في حركة فتح.

ولم تفد المصادر عن كيفية تزويد عناصر الخلية بالأسلحة، واكتفت بالقول بإنها تابعة لحركة فتح وأن عناصر منهم أسرى محررين من السجون الإسرائيلية.

كما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ قوات الأمن الفلسطينية أحبطت عملية اغتيال للواء ماجد فرج نفسه، دون ذكر تفاصيل إضافية.

في حين أوضحت مصادر فلسطينية أن أحد عناصر الخلية يعمل في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، ويعد من خبراء صناعة المتفجرات وتفكيكها، وهو المسؤول عن التخطيط المباشر لمحاولة قتل أسرة فرج.

إقصاء المنافسين

ظهر اسم فرج بقوة في الاجتماعات التي جرت مؤخراً في مقر المقاطعة لثني القدوة عن الانفصال عن حركة فتح وتشكيل قائمة منفردة للانتخابات التشريعية، وأكد فرج للقدوة التزامه بتنفيذ تعليمات الرئيس عباس مهما كلف الأمر.

فرج كان يقصد بحديثه للقدوة التهديد المباشر الذي أطلقه عباس في السادس والعشرين من شهر يناير الماضي، خلال اجتماع للمجلس الثوري لـ”حركة فتح” باستخدام القوة ضد أي كادر من الحركة يخرج عن قرار اللجنة المركزية للحركة، ويشارك في الانتخابات بقوائم مستقلة.

وأوضحت مصادر مقربة من القدوة أن ماجد فرج هو من ضغط على الرئيس عباس الإسراع في إصدار قرار فصل القدوة، منعاً لتراجعه عن خطواته وبالتالي تشكيله تهديداً له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ناهيك عن استخدام ورقة فصل القدوة لتهديد مروان البرغوثي إذا فكر بالترشح للرئاسة.

ومن الجدير ذكره ان فرج كان المحرك الاكبر بقضية فصل غريمه محمد دحلان واقصائه عن المشهد الفلسطيني، كونه يراه منافساً قويا ضده، ومتواصلا مع جهات عربية واجنبية لا تقل عن اتصالاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى