كاميليا.. جنّدها الموساد وعشقها الملك فاروق وماتت محترقة
يكاد يجمع المؤرخون وأساتذة التاريخ على أن ليليان كوهين والشهيرة فنيا بـ«كاميليا»، قد لعبت دورا هاما في الصراع بين العرب وإسرائيل، ففي أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات ساهمت في تأسيس دولة الاحتلال التيقامت عام ١٩٤٨.
قدمت كاميليا خدمات جليلة للموساد الإسرائيلي، وأعتقد البعض أنه لو امتد العمر بها لربما اختيرت رئيسة للوزراء على غرار جولدا مائير، اعترافا بفضلها في قيام إسرائيل.
كانت كاميليا تسعى لتصوير مسلسل يحكي قصة حياتها، وكانت ستظهر فيه وكأنها ضحية، وفراشة اقتربت من السلطة فاحترقت.
البداية عندما جمعت الصدفة كاميليا بالملك فاروق، الذي وقعت عيناه عليها في أوبرج الأهرام في صيف عام ١٩٤٦، وبعد ذلك عمدت الوكالة اليهودية الى تجنيدها كجاسوسة لها في مصر، وفي إحدى رحلات الملك إلى قبرص وصلت كاميليا إلى هناك، وتعددت لقاءاتها السرية بالملك، وفجأة انتشرت في الصحف أخبار هذه اللقاءات.
وصل للملك خطابا من القصر يخبره بأن مصر كلها تتحدث عن علاقته بكاميليا، فغضب فاروق واعتبر كاميليا المسؤولة عن تسريب أخبار هذه اللقاءات، فغادر قبرص، وتوجه إلى تركيا، لنفي هذه الشائعات، وبينما يفكر فاروق في العودة إلى الإسكندرية، وصلته رسالة من كاميليا تقول: «إما أن تعود.. أو أن انتحر».
عاد فاروق مرة أخرى إلى قبرص، وبسرعة البرق وصلت رسالة إلى الوكالة اليهودية تفيد بأن كاميليا احتوت فاروق، واخترقت بطانته، فأرسلت الوكالة اليهودية إلى جيمس زارب الذي كان رئيسا للوكالة في جنيف تكليفا بهذا الخصوص، حيث قام بالاتصال بمدرب رقص شرقي لتدريب الهاويات على الرقص الشرقي، ويدعى أيزاك كابريس بشارع فؤاد، وكذلك بـ«لسيون كازيس»، الذي كان يعمل مديرا لمعمل أبو الهول الذي كان يمتلكه أنور وجدي، وطالبهما “بالاستفادة” من اتصالات كاميليا في مصر مع كبار المسئولين والقصر الملكي.
استطاع زارب عن طريقهما أن يتصل بكاميليا، وعقد معها عدة لقاءات وصفقات، مقابل تحقيق رغباتها التي تتمثل في تسليط الضوء عليها في السينما العالمية، والقيام بحملة دعاية ضخمة لها من خلال الصحف والمجلات، على أن تقوم الوكالة اليهودية بتحمل التكاليف.
خلال فترة قصيرة جدا، أصبحت كاميليا رمزا للإثارة والإغراء في السينما المصرية، حيث قامت بتمثيل ١٩ فيلما على مدى ٤ سنوات هي كل عمرها الفني، ويذكر أن اثنين من الموظفين اختلسا أموال الشركة التي يعملان بها لينتجا لكاميليا فيلم «أرواح هائمة» عام ١٩٤٩، وقامت ببطولته أمامها سليمان عزيز، لكن انكشف أمر الاختلاس، وألقي القبض عليهما، ودخلا السجن.
أصيبت بعد ذلك كاميليا بمرض السل، نتيجة إسرافها في شرب الخمور والسهر والتدخين، دون أدنى اعتبار للراحة، وقد نصحها الأطباء بالسفر للعلاج في الخارج، وتحديدا بسويسرا، ولعب القدر لعبته، حيث لم تجد مكانا لها على الطائرة، ولكن فجأة اعتذر أحد الركاب، وكان هذا الراكب الكاتب الصحفي المعروف أنيس منصور.
وصلت كاميليا إلى أرض المطار، وحرصت على التصوير بجانب إعلان خاص بشركة طيران تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وصعدت الطائرة ولم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر، حيث جاءت الأنباء اقلاع الطائرة بوقت قصير انها قد تحطمت في صحراء البحيرة المصرية، بعد احتراقها في الجو، وتم العثور على جثة كاميليا متفحمة، وانتهت حياتها القصيرة الخاطفة.
ولدت في ١٢ ديسمبر عام 1919، من أم مسيحية وأب يهودي، ونشأت شبه لقيطة، حيث تنكر أبوها فيكتور كوهين، من مسئوليته، وأبوته بمجرد ولادتها، كما أن أمها “أولجا كوهين”، تزوجت ٣ مرات، وأقامت علاقات، وكانوا جميعا على غير ديانتها، وماتت في أغسطس 1950.