أمريكا وإسرائيل تستغلان أزمة ابن سلمان لابتزازه سياسيا واقتصاديا
بقلم: د. كاظم ناصر
يزور رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الإمارات العربية المتحدة اليوم الخميس 11/ 3/ 2021. ومن المتوقع أن يستقبله مشايخ آل نهيان ” كصديق ” وحليف جديد تربطه بهم مصالح مشتركة من أهمها تصفية القضية الفلسطينية، والتآمر على إيران، ومساعدتهم في الدفاع عن دولتهم وحمايتها من أعدائها ” الإيرانيين وبعض العرب! ”
زيارة نتنياهو ليست مستغربة، بل كانت متوقعة بعد تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع الدولة الصهيونية؛ لكن المفاجئة الجديدة كانت فيما ذكرته مصادر إعلامية إسرائيلية من بينها ” جيروزاليم بوست ” وهيئة البث” مكان ” والقناة الإخبارية الإسرائيلية ” أي 24 ” .. أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .. سيلتقي ببنيامين نتنياهو خلال هذه الزيارة، ويجري معه محادثات سرية تتعلق بتنسيق المواقف بين إسرائيل والسعودية والإمارات ودول خليجية وإقامة تحالف ” خليجي إسرائيلي ” لمواجهة إيران.
السعودية نفت الخبر وقال مصدر رسمي إن بن سلمان لن يزور الإمارات ولن يجتمع مع نتنياهو؛ ولأن الرسميين العرب استخدموا، وما زالوا يستخدمون تصريحاتهم العلنية للكذب علينا بنفي زياراتهم لإسرائيل واجتماعهم بقادتها في مناطق مختلفة من العالم، فإننا كشعب عربي لا نثق بهم، ولا نصدقهم، ونميل – بكل اسف – لتصديق ما ذكرته وتذكره عنهم وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أثبتت حدوث تلك الزيارات والاتصالات السرية بينهم وبين الصهاينة منذ قيام دولة الاحتلال.
وسواء صح هذا الخبر ام لم يصح، فالثابت ان محمد بن سلمان في مأزق، ويواجه معارضة متزايدة في الداخل والخارج تدفعه للبحث عن مخرج لدى دول الغرب، وخاصة إدارة بايدن التي ترفض التعامل معه، ولا تعارض تنحيته عن ولاية العهد بعد انكشاف سياساته المتهورة التي تهدد استقرار السعودية ودول الخليج، وتشكل خطرا على استمرار المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، خاصة بعد فضيحة التقرير الأمريكي الذي كشف تورطه في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ولي العهد السعودي يدرك أنه يواجه حملة رفض عالمية متنامية قد يكون لها تداعياتها السيئة على طموحه السياسي وبقائه كولي للعهد. ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن يلتقي بنتنياهو في محاولة يائسة منه لإرضاء قادة إسرائيل، وتجنيد نفوذ اللوبيات الصهيونية لتليين مواقف الدول الغربية وإدارة بايدن على أمل إقناعها بالتعامل معه ودعمه كولي للعهد.
فهل سينجح بن سلمان في محاولاته لتلميع صورته وإرضاء أمريكا وإسرائيل؟ وما هو الثمن الذي سيدفعه مقابل ذلك؟ الأمريكيون والصهاينة سيبذلون جهدهم لدفعه للتطبيع مع الدولة الصهيونية، وسيبتزونه اقتصاديا بإرغامه على دفع المزيد من المليارات ثمنا لبقائه في ولاية العهد وحماية النظام السعودي… لكنهم لن يترددوا … في التخلي عنه واستبداله بأمير آخر بعد أن ينتهي دوره ويصبح عبأ عليهم؛ هكذا فعلوا مع حكام العراق، ومع حسني مبارك وغيرهم، ومحمد بن سلمان وحكام التطبيع العرب سيواجهون نفس المصير، والمسألة مسألة وقت!