سمير غانم .. تربع على عرش الكوميديا لانه فكر خارج الصندوق

لا يكاد يظهر الفنان الكبير سمير غانم فى أى مشهد أو برنامج حتى يخطف الأنظار ممن حوله، وينعش ذاكرة الملايين بمئات الأعمال الراسخة فى وجدانهم والتى استطاع من خلالها أن يرسم البسمة على شفاه الكبار والصغار طوال تاريخه الفنى.

فمجرد تصريح أو طلة للفنان الكبير تجذب أنظار محبيه وعشاق فنه وتاريخه فى مصر والعالم العربى، ويستعيد معها الملايين ذكريات أعماله الخالدة، حيث استطاع سمير غانم طوال تاريخه الفنى الطويل أن يفاجئ جمهوره بان لديه الجديد الذى يقدمه دائماً

سمير ابن عرب الأطاولة بمحافظة أسيوط المصرية، المولود عام 1937، والذى تمرد من بداية حياته على النمطية ، واختار أن يكون متفردا ومختلفاً، انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة اقتداءً بوالده وتركها بعد رسوبه عامين متتاليين ليلتحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك انضم إلى الفرق الفنية.

فكر سمير من خارج الصندوق وكون مع صديقيه وحيد سيف وعادل نصيف فرقة اسكتشات غنائية وعروضا على المسرح في الإسكندرية، ولكن بعد انتقاله للقاهرة تفرق أعضاء الفرقة وظلت الفكرة فى رأسه، ووقتها كانت شهرة جورج سيدهم قد انتشرت بجامعة عين شمس، وكذلك الضيف أحمد بجامعة القاهرة، فاجتمع الثلاثة وكونوا فرقة «ثلاثى أضواء المسرح»، التى حققت نجاحا كبيرا فى السينما والمسرح وقدمت أعمالا واسكتشات حققت نجاحا كبيرا مازال الكبار والصغار يرددونها رغم مرور سنوات طويلة، ومنها “اسكتش كوتوموتو، لو كانوا سألونا”، وكانت فقرة رئيسية فى كل الحفلات، وبعدما انحلت الفرقة بوفاة الضيف أحمد عام 1970، ولكن استمر التعاون بين جورج وسمير وقدما معا عددا من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء فى السينما أو المسرح منها «موسيقى فى الحى الشرقى، والمتزوجون، وأهلا يادكتوور».

انطلق سمير غانم فى مشواره مثل مدفع كوميديا سريع الطلقات، وفى كل مرحلة من مراحل مشواره الفنى كان ينتقل من نجاح لآخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور، حيث شارك فى عشرات الأفلام السينمائية سواء فى بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى فى أدوار ثانية، فتميز فى كل منها وكان يضيف للعمل مذاقا خاصا فيبهر جمهوره، وفى عام 1977 حقق نجاحا مبهرا فى الدراما التليفزيونية حين قدم شخصية ميزو فى مسلسل حكايات ميزو الذى حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية واسعة، وقدم بعده عددا من المسلسلات التى كان اسمه على أى منها يكتب لها النجاح، كما قدم عشرات الأعمال والمسلسلات الإذاعية.

وفى مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر سمير جمهوره حين قدم فوازير فطوطة بداية من عام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض 1967.

كان التحدى فى الثمانينيات أن فوازير فطوطة التى قدمها سمير غانم جاءت بعد نجاح استمر لسنوات قدمت خلالها الفنانة نيللى الفوازير، ولكن استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية فطوطة حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة لتصبح هذه الشخصية أحد أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التى تحمل صورة فطوطة الذى عشقه الكبار والصغار واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم فطوطة، ومنها مسلسل الكرتون «فطوطة وتيتا مظبوطة»، كما قدم سمورة في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى.

أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر حيث استطاع  أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحا منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة، ومنها «أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، فارس وبنى خيبان، أنا والنظام وهواك، بهلول فى إسطنبول، أنا ومراتى ومونيكا، دو رى مى فاصوليا وغيرها».

هذا ولايزال سمير قادراً على الإبداع والإدهاش وإثارة البهجة والسعادة، أينما وكيفما ظهر واطل على جمهوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى