دمي على قلمي .. ودم قلمي على دمي

يا أبا المجد .. يا سعادة السفير .. وفخامة الجنرال .. لم أكن أظن يوما أنني سأكتب عنك الا لأقلدك الأوسمة .. كما كنت تقلدني الأوسمة كلما تحدثت عني .. فاذا بي أكتب عنك قبل أن أعلق الأوسمة العظيمة .. أبحث عنك ووسامك في يدي فلا أجدك .. ولا أعرف لك طريقا .. وأناديك .. فلا شيء سوى الصدى ..
جرحتني برحيلك يا صديق .. قلمي جريح .. وحرفي جريح .. وصوتي جريح ..
يا صديقي ما كنت اظن يوما أنني سأرى دمي يقطر من قلمي كما اليوم .. ولم أكن اظن أن الحزن سيف يذبح ..
ولم أكن اظن يوما أنني لن أعرف الفرق بين دمي ودم الحروف ودم القلم .. فدماؤنا اختلطت .. ولم أعد أعرف دمي من دم القلم من دم الكلام .. أهو دمي على القلم؟؟ ام دم القلم على دمي؟؟
سامحك الله يا ابا المجد .. كيف تغادرني وتتركني وحيدا .. ونحن حاربنا معا وقاتلنا معا .. وتقاسمنا الرصاص .. وكانت السهام تصيبك وتصيبني .. تنزعها من جسدي .. وانزعها من جسدك .. فمن سينزع السهام من جسدي بعد اليوم يا صديق؟؟ .. أهكذا السيوف تتخلى عن السيوف؟؟ فهل أقول: كل الذين أحبهم نهبوا رقادي .. واستراحوا؟؟
اني أستأذنك بأن استريح قليلا .. لأضمد جراحي .. وأضمد قلمي .. وأسعف الحروف التي تنز دما ..
ان غبت قليلا عن النزال .. فلأن جراحي عميقة وتريد ان ترتل بعض الحزن .. يا ابا المجد .. فهلا سامحتني ..
لمن لا يعرف أبا المجد: انه باختصار قبل ان يكون سفيرا .. وقبل ان يرتدي الثياب المدنية .. كان اول قائد كتيبة دبابات في حرب تشرين عام 1973 .. وأول لواء مدرع في حرب عام 1982 .. وهناك يمكن أن تسألوا الدبابات عن (أبو المجد) .. الدبابات والدروع هي التي يجب ان تعطي الشهادة في هذا الفارس العربي السوري .. ومن كانت الدبابات هي التي ستمنحه الشهادة فانه ليس بحاجة لشهادة من أحد .. انه جنرال الدبابات الذي لم يقهر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى