هل ستنجح إيران في رفع الحصار وإفشال المخططات العدوانية الأمريكية الإسرائيلية؟

أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لإجراء محادثات فورية بدون شروط مسبقة مع إيران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي. وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة 19/ 2/ 2021 رغبة بلاده في إيجاد حل للخلافات بين البلدين وإعادة إحياء الاتفاق. واتخذت إدارته إجراءات عملية تمهد الطريق لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، كان من أهمها إلغائها لإعلان الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها في سبتمبر / أيلول 2020، وأبلغت بعثة إيران في الأمم المتحدة بأنها ستخفض قيود السفر على الدبلوماسيين الإيرانيين.
أمريكا وإسرائيل تعتقدان أن إيران هي عدوتهما الرئيسية اللدود؛ فأمريكا تعتبرها تهديدا لحلفائها الخليجيين ولمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في العالم العربي والشرق الأوسط، وإسرائيل تنظر إليها كعدو صلب طموح يهدد وجودها؛ ولهذا فإنهما لا تخفيان نواياهما هما ومن لف لفيفهما من الحكام العرب من الاستمرار بمحاصرتها في محاولة لمنعها من تطوير صناعاتها العسكرية وبرنامجها النووي واقتصادها.
لكن إيران دولة كبيرة قوية تمكنت رغم الحصار المفروض عليها من الاستمرار في تطوير برنامجها النووي، ومن امتلاك ترسانة صاروخية ضخمة تضم صواريخ باليستية ومجنحة وبعيدة المدى، ونجحت في إطلاق قمرها الصناعي العسكري الأول في نيسان/ ابريل الماضي، وفي إنتاج أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة والزوارق والسفن الحربية. ولهذا فإنها لم ولن تستجدي الولايات المتحدة لكسب ودها ورفع العقوبات عنها، بل هددتها هي وإسرائيل ودول الخليج برد تدميري إذا هوجمت.
الإيرانيون موحدون حول مسألة رفع العقوبات فورا وقبل الجلوس مع الولايات المتحدة للتفاوض حول عودة الطرفين للالتزام بالاتفاق النووي؛ ولهذا أكد وزير الخارجية الإيراني ظريف أن بلاده ستتراجع على الفور عن إجراءاتها الثأرية المتعلقة بتطوير برامجها النووي إذا رفعت الولايات المتحدة .. جميع العقوبات .. التي فرضتها عليها إدارة ترامب. فهل ستنجح إيران في إرغام الولايات المتحدة على العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات دون شروط؟
إيران تصرفت بذكاء وكبرياء يحسب لها حيث إنها نجحت في إدارة الصراع، وفي تعاملها مع العقوبات الاقتصادية والتقنية والدبلوماسية التي فرضتها عليها أمريكا منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، ورفضت الانصياع لإرادة إدارة ترامب التي انسحبت من الاتفاق النووي، واستغلت تداعيات جانحة كورونا المدمرة لتشديد الخناق عليها، وفرضت عليها عقوبات لا إنسانية قاسية في محاولة لإرغامها على الركوع وقبول الإملاءات الأمريكية الصهيونية.
إيران ستنتصر حتما في كبح جماح الهجمة الأمريكية الصهيونية العربية عليها، وستجبر أمريكا التي لا تفهم إلا لغة القوة، وفقدت احترامها ومصداقيتها الدولية على رفع العقوبات عنها؛ ومن المتوقع أن يكون لانتصارها تداعيات إيجابية تعود بالفائدة على شعبها وشعوب المنطقة جميعا؛ وسيكون الخاسر الأكبر هو أمريكا وإسرائيل و” أولياء الأمر ” العرب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى