في رثاء الشاعر الكبير مريد البرغوثي

كلُ أمرئ للهِ سوفَ يعودُ
فإلى رحاب الله عادَ مریدُ
واللهُ قد جعلَ العبادَ ودائعاً
ومتى أرادَ يُعيدها ستعودُ
لضيافةِ الرحمنِ سارَ فقيدُنا
وله بأعماق القلوبِ وجودُ
ولقد تميزَ بالصلاحِ وبالتُقى
والباقياتِ الصالحاتِ شهودُ
قد كان يدعو للنضالِ بحكمةٍ
والرأيُ دوماً محكمُ وسديدُ
فقضى الحياةَ مناضلاً ومجاهداً
لم يُثنهِ الأبعادُ والتهديدُ
بين المنافي عاش ينظم شعرَهُ
وبه عن الوطن الحبيب يَذودُ
غادرتَ رام الله الحبيبةَ مُبعداً
وعليك يبدو الحزنُ والتنهيدُ
قد كنت ترجو أن تعودَ لحُضنها
والظلمُ يمضي والوئامُ يسودُ
مُتأملاً أن الظلامَ سَينجلي
وإلى ثرى الوطن الحبيب تعودُ
لكن ربَ العرش اصدرَ امرهً
فإلى رحابِ الله عدتَ مُریدُ
قاومتَ بالقلم الرفيع وإنهُ
سيفٌ بساحات النضال عتيدُ
رُحّلتَ من مصرَ العزِيزَة مُكرهَاً
وبقيتَ رغم النائبات تشيدُ
بالمانحين إلى الرصاصِ صدورَهم
والبعض منهم بالسجون قَعيدُ
ورفضت أُسلو عن قناعهِ مؤمنٍ
أن العدوَ مخادعٌ وعنيدُ
ناصرتَ أهلَ الحقِ دون ترددٍ
فهمُ ثُقاةٌ للبلاد جُنودُ
قد كنت رمزاً للثبات وللتقي
ومن إتقى إن مات فهو شهيدُ
سبقتك “رضوى” للنعيم وربُنا
بالصالحين مرحبٌ وودودُ
(ورأيتُ رام الله) يظل منارةً
عبر العقود إلى النضال عضيضُ
وجعلتَ من حبِ الديارِ عقيدةً
قد ساندتها همةُ وجهودُ
قد كنتِ تحفُر بالقصيدةِ خندقاً
فالشعرُ والرأيُ السديدُ وطيدُ
نم مطمئناً إن صوتَك دائماً
سيظلُ للزحف الكبير يقودُ
ولأُسرةٍ ضحت بخير بنينها
الحبُ والتقديرُ والتمجيدُ
فقضى مُنيفُ حياتَه من أجلها
وعلى دروبِ الخيرِ سارَ مَجيدُ
فإذا رحلتَ تركتَ بعدك شاعراً
وبأصغریه شجاعةُ وصمودُ
شبلاً شجاعاً مؤمناً ومميزاً
يمضي على نهج الأسودِ اسودُ
شعب الجبابرة الاباةِ مميزٌ
بنضالهِ فمقاومٌ وشهيدُ
کم فارسٍ بالاسرِ يعصُرُه الأسى
كم من سجين أرهقتهُ عقودُ
لهفي عليك أبا تميم مغادراً
والجرحُ ينزفُ والوُباءُ يَسودُ
وتركتَ أُمتَنا تقاتلُ بعضَها
والحبلُ حولَ رقابِها مشدودُ
فاهنأ بقربكَ من اللهٍ عادلٍ
فالقربُ منهُ سعادةٌ وخلودُ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى