عشر سنوات على ثورة 25 يناير المصرية

الثورة هي علم تغيير المجتمع تقدميا .
الفوران الثوري قد يستمر لسنوات , حتي تتحقق الثورة , بتحقيق أهدافها .
لذا يصير السؤال: لماذا لم يغير الفوران الثوري للمصريين في 25 يناير المجتمع المصري – من مجتمع تنشب مافيا الرأسمالية في مصر كذيل للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية مخالبها في أحشائه وتنهش جسده وتخرج أمعاء طبقتيه المتوسطة والفقيرة وتمص عصارتها – الي مجتمع تذوب فيه الفوارق بين الطبقات ؟!
وبعد عشر سنوات 25 يناير 2021 يعاد التساؤل: لماذا فقدت اللحظة الثورية زخمها وفعلها وخمدت نار ثوريتها , وأنطفأ بريق الثورة ؟, لدرجة أن الحكومة المصرية لم تعد تحتفل بها – متجاهلة مقولة الرئيس السيسي أنه يستمد شرعية وجوده من ثورتي 25 يناير و 30 يونيو , ومتجاهلة نصوص الدستور ذاته ؟
رفعت انتفاضة 25 يناير الشعبية شعارها ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية) دون قيادة واعية , مما سهل اختراقها ومحاولة تزييف وعيها , فتقوقعت داخل الذات القطرية , دون أن ترنو ببصرها وتشعل ثوريتها من قوي الثورة العربية والعالمية، بل على العكس من ذلك تخيل إليها أن تحقيق مفردات شعارها , يبيح لها التقرب من القوي العالمية التي أفقدت مصر استقلالها السياسي والأقتصادى , ونهشت عروبتها ؟!
من هنا برزت شيزوفرنيا الأنتفاضه ؟ّ!
تَخَيل أو خُيِلْ لمن ثاروا , أن نهاية الفعل الثوري يتجلي في خلع رأس النظام مما حدا بالمتربصين أن يُلقِموا حلق الثوار بـ خلع الرأس , فأصابتهم التخمة , فهرع جسد النظام ينبت رؤوس أشخاص ورؤوس أموال , صنعت من المال السياسي برلمانات ووزارات منذ 25 يناير 2011 حتي اللحظة الآنية .
أسئلة كثيرة أثيرت منذ 25 يناير 2011 ومازالت تثار حتي الآن بعد عشر سنوات .
1- لماذا عَدَلت جماعة الأخوان المسلمين عن قرار مكتب الإرشاد بعدم الترشح لمنصب الرئاسة ، واكتفائها بتشكيل الوزارة بعد نجاح حزبها في البرلمان – ورشحت اثنين من قياداتها , محمد مرسي وخيرت الشاطر للرئاسة ( والأخير استُبعد)؟.
2- ما هو السر في استبعاد عمر سليمان من الترشح للرئاسة ( فيما بدت فكرة عدم تقديم التوكيلات من كامل المحافظات المطلوبة لا تنطلي على أحد)؟!.
3-لماذا سكت الثوار علي ترشيح احد رؤوس النظام الذي ثاروا عليه وهو رئيس وزرائه ( شفيق) دون أن يحركوا ساكنا , وقد كان قاب قوسين أو أدني ليكون رئيس مصر من جديد؟! وكيف حصل على أصوات الناخبين الذي أوصلته ليكون احد طرفي رهان الرئاسة ؟!
4- ويبقي السؤال الأهم : لماذا تُرِك محمد مرسي ليكون رئيساُ لمصر , ولم تستطع اللجنة العامة للانتخابات أن تعلن نجاح شفيق على الرغم من أن فارق الأصوات ولو بعدد ضئيل كان في صالح الأخير ؟
5- حكاية تنظيم تمرد وشخوصه – وقد تولوا النصاب- تثير الريبة , والعجب العُجاب .
6- وزير الدفاع – جمع الأمة – واقسم على تعديل المسار ,وأنه ليس له بالرئاسة قرار.
7- مافيا التطبيع وعملاء إسرائيل في 25 يناير 2011 علي التراب المصري يدبرون !
8- دخول الأمارات ,وإسرائيل على خط 30 يوليو !
9- السعودية مع الأخوان ضد سورية – وضدهم في مصر !
لحظة تعبوية , لفهم الواقع ,وأعمال للعقل , والتدبر , لتحوم الرؤية حول استنساخ النظام السابق من جديد !
وتجلت المظاهر سيل من البراءات لمن اتهموا بقتل الثوار .
تلاحقت البراءات هنا وهناك لكل من أتهم بالاعتداء على المال العام من نظام مبارك .
تم استدعاء مافيا رجال الأعمال الذين نشروا الفساد في ربوع البلاد من عصري مبارك والسادات , ليمسكوا بتلابيب الاقتصاد المصري تبعا لأوامر البنك والصندوق الدوليين.. تحول الحزب الوطني المُدان بالفساد إلى حزب جديد ,أستغل فيه المال السياسي والكراتين في تشكيل البرلمان , وأستُبعِدت القوي الوطنية ، وغدا مبدأ التداخل بين السلطات يُخَدِم على حكومة مافيا رجال الأعمال, فاستكملوا بيع القطاع العام والمصانع ملك الشعب المصري لذويهم بأبخس الأثمان ,وأخرها رمز الصناعة المصرية – قلعة الحديد والصلب .
لذا اِنهار شعار ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية) , وتبخر .
لكن يبقي الأمل في ناصر جديد , يغرد بجناحي شعبه مع قوي الثورة العربية والعالمية في صراعها ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية .

*كاتب ومحامي – مصري

الوقت: 25 يناير,2021 at 1:40 ص
البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى