ثورة 25 يناير في ذكراها العاشرة.. هنا الشعب

تشهد مصر العزيزة في شهر يناير من كل عام ذكرى ثورتين عظيمتين ألأولى في 17 و 18 يناير 1977م ، على نظام الردة الساداتي وتم احتواء تلك الثورة قبل أن تكتمل، وبعد أربعة وثلاثين عاما أي في 25/01/2011 قامت الثورة الثانية المجيدة التي يهاجمها اليوم البعض وتتعرض لنقد وإعادة تقديم من الجالسين على قارعة طريق كل نظام يأتي .
لا شك أنها كانت ثورة شعبية مصرية ضمن رؤية ناصرية، حيث لم ترفع صور في تلك الثورة إلا صور الزعيم جمال عبد الناصر، وهذا أمر طبيعي وبديهي لان أي تحرك وطني قومي نحو الحرية والوحدة والكرامة والاشتراكية وإعلان السيادة الوطنية ومحاربة المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة يفخر بالانتساب الىفكر ونضال الزعيم جمال عبد الناصر وأحرار الأمة العربية من المحيط إلى الخليج .
تمر اليوم ذكرى ثورة 25 يناير ومعها وبها نتذكر ان لصبر شعبنا العربي الأصيل في مصر حدودا، وانه قادر دائما على التغير ولو في الثانية الأخيرة من الدقيقة الأخيرة، وذلك بقلب الطاولة على كل ما ترفضه فطرته الوطنية والقومية ، واثبات نفسه وإعلاء كلمته .
لقد استهان المقبور حسني اللامبارك في شعبه لدرجة أنه أراد توريث الحكم لأبنه الفاسد جمال، وعندما ثار الشعب على ظلمه وقهره قال عبارته الشهيرة الناتجة عن جهله ،وعدم معرفته بالشعب الذي يتحدث باسمه (دعهم يتسلون) .
وهو الجبان الذي لا يعرف إلا لغة التآمر ، وعندما قلبوا الطاولة عليه بعد الثورة وأثناء المحاكمة وادعائه المرض ، ومنظره الذي يدعو للاستجداء وطلب الرحمة أكبر دليل.
إن ذلك الطاغية الهالك لم يصدق أنه يحكم شعبا صاحب حضارة إنسانية عريقة امتدت لأكثر من 7 الآلاف عام ، وعندما عرف الحقيقة بعد فوات الأوان سلم الحكم للجيش حيث تولاه مؤقتا عمر سليمان رحمه الله الذي توفى بشكل مفاجئ وهناك من يضع علامات استفهام على وفاته .
لقد أثبت الشعب المصري في يناير، كما اثبت دائما، انه قادر على الفعل والعمل في الوقت الذي تحدده عبقريته الفطرية المحبة للسلام من حيث المبدأ كأي شعب عربي أو في كل الشعوب المحبة للسلام ، فهذا الشعب الذي دعم ثوره 23 يوليو المجيدة ، وساند قائدها العظيم جمال عبد الناصر في كل معاركه الوطنية والقومية ،وقف معه في أصعب الظروف لأنه شعب أحس بفطرته السليمة بصدق مشروع قائده، وانه بدعم الزعيم يدافع عن نفسه وتاريخه واستقلاله، كما ميز بتلك ألفطره بين القائد والمتاجر، بين الزعيم والقزم، كما أعطى السادات فرصه ولكن القزم يبقى قزما ، حيث ذهب في ما هو مضاد لمصلحه الوطن وآلامه وحركه التاريخ وحاسبه الشعب في الوقت المناسب وأعطى فرصه لمبارك الذي أراد أن يجعل من الوطن مزرعه للعائلة وتوريث الحكم وفي الوقت المناسب خلعه في أعظم ثوره التي نحتفل بذكراها اليوم .
وأوصل الرئيس مرسي رحمه الله ولكنه للأسف خيب آماله وإذا به يمارس السلطة بثوب المعارضة وثار عليه وأسقطه ودعم وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ولكن للأسف كل الأنظمة التي تعاقبت بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر سارت على نهج السادات ، ولكن بدون الرأس الذي أصابه العطب السياسي قبل رصاصات الرحمة من خالد الاسلامبولي رحمه الله ورفاقه .
ثورة 25 يناير التي نحتفل بذكراها اليوم تصادف في كل عام مع عيد الشرطة الذي يحق لمصر وكل أحرار العالم الاحتفال به عندما سجلت مجموعة من الشرطة المصرية أعظم دروس البطولة والفداء في وجه المستعمر البريطاني ومقاومته في محافظة الاسماعلية ، وقدموا أكثر من خمسين شهيدا وثمانين جريحا في مواجهة المحتل البريطاني المدجج بأحدث أنواع الأسلحة في الوقت الذي كانت أسلحة الشرطة فردية وأكثر من متواضعة .
ثورتا يناير الأولى عام 1977م ، والثانية عام 2011م كانتا استكمالا لثورة 23 يوليو عام 1952م ، إضافة لصمود الشرطة المصرية الأسطوري في مواجهة المحتل البريطاني، ولم يستطيع الملك فاروق في ذلك الوقت الذي يتباكى عليه بعض أيتامه اليوم بعمل شيء ، وأستغرب من كتبة كل العصور منتقدي ثورة 25 يناير ، ولو دققنا في الأسماء لوجدنا أنهم نفس من ينتقد ثورة 23 يوليو المجيدة ، فهم مجرد أدوات لكل عصر .
ولولا ثورة يناير لما وصل الجنرال عبد الفتاح السيسي للحكم الذي يتغنون به ، والغريب أن الرئيس السيسي نفسه يمجد ثورة 25 يناير ، وترى من يمثل هؤلاء الكتبة والى من يكتبون غير مشغليهم .
إن الظاهرة الإعلامية لأحمد موسى وتوفيق عكاشه وعمرو دياب وغيرهم ، ظاهرة تحتاج لأكثر من دراسة .
اليوم في ذكرى ثورة يناير الثانية ،ويوم الشرطة التي لم تأخذ حقها وما تستحق من اهتمام ، ولكن ما بقي وسوف يبقى منها المعنى والقيمة والرمزية والعنوان المشرف، بدءا من عيد ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر (15 يناير) لعيد الشرطة لثورة يناير الأولى ثم لثورة 25يناير هنا الشعب ، وتبقى مصر ولادة .
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى