وسط تحذيرات من شن هجمات مسلحة خلال مراسم تسليم السلطة لإدراة بايدن.. واشنطن تتحول إلى ثكنة عسكرية

تحولت مدينة واشنطن الى ما يشبه المعسكر، بعد أعمال العنف التي شهدها مقر الكونغرس (الكابيتول)، حيث تتواصل الاستعدادات لمراسم أداء الرئيس الأميركي جو بايدن اليمين.

ويعمد فريق بايدن يوميا على متابعة التفاصيل بدقة. وستؤدي ليدي غاغا النشيد الوطني الأميركي. لكنّ الحفل سيكون مختلفا هذا العام، ذلك انه سيتم إغلاق موقع “ناشونال مول” الساحة الضخمة قبالة مبنى الكونغرس أمام الجمهور.

ولن يسمح سوى للأشخاص المعتمدين رسميا بدخول المنطقة التي يتجمّع فيها تقليديا أنصار الرئيس المنتخب بمئات الآلاف.

ومنذ الهجوم الذي شنه أنصار لترامب على “الكابيتول” في السادس من يناير/كانون الثاني، وُضعت واشنطن تحت المراقبة المشددة، وباتت الشرطة تطوقها مدعومة بآلاف الجنود.

وشددت السلطات الأميركية، امس الجمع،ة الإجراءات الأمنية، بعدما حذرت وسائل إعلام أميركية من شن هجمات مسلحة تزامن مع تنصيب بايدن.

ودعا فريق الرئيس الأميركي الجديد ورئيسة بلدية واشنطن مورييل باوزر، الشعب الأميركي إلى تجنب التوجه الى وسط واشنطن ومتابعة حفل التنصيب عبر الإنترنت أو على شاشات التلفزيون.

وحذر موقع ‘دايلي بيست’ بعد حصوله على معلومات استخباراتية من جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة من وقوع احتجاجات مسلحة في واشنطن بالتزامن مع تنصيب بايدن.

بدورها نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ حالة القلق الكبير التي يشعر بها مسؤولون بارزون بأجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن هجمات متوقعة على منشآت حكومية ومنازل بعض أعضاء الكونغرس والشركات.

ودعا مسؤولون فدراليون القوات الأمينة بالمدن الكبرى لتوخي الحذر واتخاذ حالة تأهب قصوى لتأمين مراسم تنصيب الرئيس بايدن، مطالبين جميع الأميركيين بأخذ الحيطة.

سيغادر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب واشنطن فجر الأربعاء قبل ساعات من تنصيب خلفه الديمقراطي، الذي لم يهنئه بالفوز بعد.

ومن الواضح أن ترامب لا يرغب في مغادرة العاصمة الفدرالية الأميركية بصفة رئيس سابق، لذلك سيتوجه قبل انتهاء ولايته إلى فلوريدا ومقره الفاخر في مارالاغو حيث ينوي الاستقرار.

وبعد مغادرته مقر الرئاسة على متن مروحية ستقلع من حدائق البيت الأبيض، سيتوجه رجل الأعمال السابق من قاعدة أندروز العسكرية (ميريلاند) إلى مارالاغو في رحلته الأخيرة على متن طائرة الرئاسة.

وقال مصدران مطلعان مساء امس الجمعة إن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته يخطط الآن لمغادرة واشنطن صباح يوم تنصيب الرئيس المنتخب الأربعاء المقبل وذلك بدلا من خطته الأصلية بالمغادرة يوم الثلاثاء.

وذكر المصدران أن ترامب الذي قال إنه لن يحضر حفل التنصيب، يستعد لإقامة مراسم وداع في قاعدة أندروز خارج واشنطن حيث مقر الطائرة الرئاسية، لكن المصدرين أكدا أن الخطة قد تتغير، ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيلقي كلمة يوم الأربعاء.

وقال المصدران لرويترز إن ترامب سيطير بعد ذلك إلى منتجع مار الاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا.

ومن المتوقع أن يكون ترامب في فلوريدا بحلول موعد مراسم تنصيب بايدن المقررة في منتصف نهار الأربعاء المقبل.

وقال مسؤول بالإدارة الأميركية إن بعض المستشارين يحاولون إقناع ترامب باستضافة بايدن في البيت الأبيض قبل يوم التنصيب، لكنه أشار إلى أنه لا توجد أي بادرة عن رغبة ترامب في ذلك.

وقالت مصادر إن ترامب الذي أصبح الرئيس الأميركي الوحيد الذي يواجه المساءلة في الكونغرس مرتين، يخطط لإصدار المزيد من قرارات العفو قبل رحيله..

وقد أصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يؤيد مجلس النواب مساءلته مرتين، حيث انضم عشرة من زملائه الجمهوريين إلى الديمقراطيين في المجلس لاتهامه بالتحريض على تمرد في إشارة إلى هجوم الكابيتول.

وبعدما رفضه لأكثر من شهرين الاقرار بالهزيمة في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، انتهى به الأمر إلى إطلاق وعد بتأمين انتقال سلس للسلطة، لكنه لم يهنئ بايدن.

قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، امس الجمعة، إنه ينبغي مقاضاة أي مشرع ساعد مؤيدي ترامب على اقتحام مبنى الكونغرس.

وأودى الهجوم غير المسبوق يوم السادس من يناير كانون الثاني على مقر الكونغرس بحياة خمسة أفراد، ودفع مجلس النواب إلى مساءلة ترامب، وللمرة الثانية، عن خطابه الحماسي في ذلك اليوم حين حث آلافا من مؤيديه على التصدي لفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.

البيت الابيض يخلو من المسؤولين

في تناقض صارخ مع ترامب المحروم من حسابه على تويتر ويعيش منعزلا في البيت الأبيض، يبدو نائب الرئيس مايك بنس كل يوم وكأنه هو من يتولى القيادة.

وقال مصدر مطلع لوكالة فرانس برس امس الجمعة، إن بنس اتصل هاتفيا بنائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس وهنأها. وكان ذلك أول اتصال بينهما منذ المناظرة التي تواجها فيها في الخريف في أوج الحملة الانتخابية.

كما يعتزم بنس المشاركة في حفل التنصيب، إلى جانب الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون.

وبعد الاحتفال، سيتوجه بايدن إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية لوضع إكليل من الورود على قبر الجندي المجهول والدعوة إلى الوحدة.

وبعد أسبوع من أعمال العنف في مبنى الكونغرس، ما زال ترامب يواجه انتقادات من أعضاء حكومته وبينهم وزير الصحة أليكس عازر الذي أكد في رسالة نشرها على حسابه على موقع تويتر الجمعة، أنه سيسلم منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، مستنكرا “الإجراءات والخطابات التي تلت الانتخابات”.

من جهة أخرى، تخلو قاعات البيت الأبيض بسرعة كبيرة إذ غادر في الواقع عدد من المستشارين المبنى حاملين وثائقهم والهدايا التذكارية.

وقد أزيلت صور ترامب خلال رحلاته في الولايات المتحدة أو حول العالم التي كانت معلقة على جدران الجناح الغربي الشهير. وعلى الجدران الفارغة الكبيرة، لم يتبق سوى عدد قليل من اللوحات، في انتظار صور بايدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى