بمناسبة عيد ميلاد جمال عبد الناصر غدا.. قصة “خازوق روزفلت” الذي شيده وسط القاهرة لفضح رئيس أمريكا/ فيديو

 

لم يتردد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي يهل عيد ميلاده غدا، لحظة عن توجيه الانتقادات لأمريكا وقادتها، وهذه المرة كانت حين أرسل الرئيس الأمريكي روزفلت مع مندوب بوكالة المخابرات الأمريكية 3 ملايين دولار لتسليمها إلى جمال عبد الناصر شخصيا، تحت مسمى «منحة لمساعدة الدول الصديقة».

ونقلًا عن مجلة «آخر ساعة» في 19 ديسمبر ١٩56، فإن المبلغ الأمريكي كان في حقيقة الأمر «رشوة» لضمان تغيير مصر سياستها من ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، ومن هنا رفض عبد الناصر إعادة المبلغ إلى مندوب المخابرات، وأراد أن يعلم روزفلت درسا يفهم منه معادن الرجال.

وبالفعل، حرص «ناصر» على بناء مبنى يظل بارزا مع الزمن ودليلا على كرامة المصريين، بل ورفض أن ينفق هذه الملايين على البلاد رغم احتياجها لهذا المبلغ، وتم بناء برج القاهرة بهذه الملايين وأطلق عليه المصريون “خازوق روزفلت”، فيما أطلق عليه الأمريكان “شوكة جمال عبد الناصر”.

صمم البرج المهندس نعوم شبيب على شكل زهرة اللوتس الفرعونية، رمزًا لحضارة المصريين العريقة، ويصل ارتفاعه إلى 187 مترًا ، بحيث يكون أعلى من ارتفاع الهرم الأكبر بـ٤٣ مترًا وهو مكون من ١٦ طابقًا.

قاعدة ضخمة من الجرانيت الأسواني الذي كان يستخدم في المعابد الفرعونية القديمة تحمل هذا البنالء الضخم، وقد اشترك في بنائه ٥٠٠ عامل، ويكسو الجدار الداخلي الشكل الشبكي، فيما يوجد على قمة البرج القاهرة مطعم سياحي دوار.

ويمكنك رؤية القاهرة من جميع الزوايا،و عندما تصعد للطابق الأخير ستجد صورة بانورامية كاملة للقاهرة، حيث تستطيع رؤية الأهرامات وأبي الهول ومبنى التليفزيون والنيل وقلعة صلاح الدين والأزهر، ما يعني إمكانية زيارة مصر كلها من أعلى برج القاهرة، فكما أنه يمكنك أن تنظر في النظارات المكبرة لتقترب من أي مكان في مصر.

البرج خلال فترة الستينيات لم يكن معلمًا سياحيًا بارزًا وحسب، ولكن كان مركزا رئيسيا لبث الإذاعات التي انطلقت من القاهرة لتغطى قارتي أفريقيا وآسيا.

وفي عام ٢٠٠٦ حتى ٢٠٠٨ تم العمل على بعض الإصلاحات ببرج القاهرة تكلفت ١٥ مليون جنيه مصري، وبعد عامين افتتح للمرة الثانية عام ٢٠٠٨، بعد تزويده ببواعث للضوء تطلق ألوان الطيف السبع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى