لماذا ابتعدت المناضلة الجميلة نادية لطفي عن الفن 27 سنة؟

يمر اليوم الاحد 84 عاما على ميلاد الفنانة الجميلة المناضلة نادية لطفى التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 3 يناير من عام 1937، ورحلت عن عالمنا فى4 فبراير 2020.
نادية لطفى أيقونة الفن والنضال وإحدى عظيمات زمن الفن الجميل التى ظلت حتى أخر أنفاسها محبة للحياة مقاومة للألم، متصالحة مع الزمن وعلاماته، تفتخر بسنوات عمرها كلما تقدمت فى السن، تعطى للفن وللحياة وللوطن وللبشر نموذجا فى المقاومة والإبداع، المقاومة من أجل الوطن، والمقاومة من أجل الفن .
وعلى الرغم من عشقها للفن إلا أن الفنانة الكبيرة ابتعدت عنه، ولم تقدم أعمالاً فنية خلال فترة ال 27 عاما الأخيرة فى حياتها، وكان أخر عمل قدمته عام 1993 وهو مسلسل” ناس ولاد ناس” .
وفى أخر حوار مع الفنانة الجميلة قبل وفاتها، كشفت عن أسباب ابتعادها عن الفن طوال هذه الفترة رغم قدرتها على العطاء.
فالنجمة الجميلة كانت لديها القدرة على تطويع ملامحها وأدائها فى أدوارها المختلفة بين القديسة والفتاة اللعوب أو المستهترة، وعن ذلك قالت خلال حوارها: «الممثل المتمكن يستطيع تطويع أدواته، وبذلك يمكنه تقديم شخصيات مختلفة، وهذا ما فعلته فى أفلامى المختلفة، الناصر صلاح الدين، النظارة السوداء، الخطايا، السادة الرجال، المومياء، السمان والخريف، وغيرها، وأرى أن أقرب فنان لنفس منهجى وأدائى التمثيلى هو الراحل أحمد زكى».
وفسرت نادية لطفى قلة أعمالها التليفزيونية والمسرحية التى اقتصرت على مسلسل واحد بعنوان «ناس ولاد ناس» عام 1993، ومسرحية بمبة كشر فى بداية السبعينات، قائلة: أنا مش بنت التليفزيون، وقدمت هذه التجربة كنوع من التنوع وهذا ينطبق أيضا على تجربتى الوحيدة فى المسرح، فأنا أعشق السينما، واستفدت علما وخبرة من تجاربى فى المسرح والتليفزيون أضافت لى فى السينما».
وعن سبب ابتعادها عن الفن والسينما طوال هذه المدة رغم قدرتها على العطاء، ردت ضاحكة: «أنا من الممثلين اللى خلصت المنهاج بسرعة، وماكنش عندى استعداد لإعادة سنوات ونماذج سابقة قدمتها، وكان لى خط فى نهضة صناعة السينما والدراما، وقدمت تجارب جديدة فى الصناعة والدراما، ومنها فيلم المستحيل للدكتور مصطفى محمود، وفيلم المومياء، الحاجز، والناصر صلاح الدين».
وأوضحت: «عندما بدأ الخط البيانى للسينما فى التدنى والانحدار وحدث تراجع فى الدراما، قررت ان أصون كرامتى وفنى، فكان يجب أن أتوقف، لأن احترامى لفنى يفوق حبى وعشقى للعمل فى السينما».
وأضافت: «كان هناك نوع من التوهان، وعقد اللولى انفرط، ولم يعد هناك شكل للسينما فقررت الابتعاد لأننى لا أحب أنصاف الحلول»
ولدت نادية لطفى فى حى عابدين بالقاهرة، واسمها الحقيقى بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، والدها محاسب وكان محبا للفن والسينما، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، واختار لها اسم «نادية لطفى»، اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية فى فيلم “لا أنام” للكاتب إحسان عبدالقدوس، وقدمت أول أعمالها فى السينما عام 1958 من خلال فيلم « سلطان».