الوسواس الخناس
شعر: المحامي صلاح رشيد النوباني

هذا جهازٌ عجيبٌ صار للناسِ
لابد منهُ ولو أدّى لِوسواسِ(1)
فلا تجد أحداً إلا وفي يدهِ
هذا الجهاز بأوصافٍ واجناسِ
فالبعضُ أصبحَ مشغوفاً به عبثاً
إن غابَ يضرب اخماساً بأسداسِ
فواحدٌ ظل في لهو يداعبهُ
وواحدٌ حوّل اللاهي(2) لنبراس(3)
وان من يجعل الجوالَ ديدنَهُ
سيجلبُ العِبأ للعينين والراسِ
فإن جَلستَ إلى قومٍ تُحدثهم
شُغلَ الجميعُ بأنغامٍ وأجراسِ
إِن زرتني أقفلْ الجوالَ معذرةً
قبلَ اللقاءِ لكي نحظى بإيناس(4)
لأنه يُفسدَ اللقيا وبهجتها
يقودها نحو إجهاضٍ وإفلاسِ
لا تبدِ عذراً إذا الخناسُ ازعجنا
فلا قبولَ لعذرٍ المهملٍ الناسي
ان الذي صنعَ الجوالَ أودعه
بكلِ خبثٍ أسافيناً لجسّاس(5)
حتى يظلَ على علمٍ ومعرفةٍ
بما تَداولَ بين الناسِ والناسِ
ورحتُ أبحثُ عن اسمٍ يناسبهُ
حتى أتُرجم أفكاري وأحساسي
وقد تجولت بالأسماء قاطبةً
فلم أجد غيرَ وسواسٍ وخناسِ
1) الوسواس: الاضطراب النفسي.
2) اللاهي: الذي يلهي
3) النبراس: المصباح
4) الأيناس: المؤانسة والملاطفة
5) الجسّاس: جاسوس