«ليه خليتني أحبك».. غنتها ليلى مراد لتكون عربون زواج

كانت الفنانة ليلى مراد التي لم تر المخرج فطين عبدالوهاب سوى مرات معدودات في مناسبات عامة ولم يتبادلا أكثر من عبارات المجاملة العابرة السريعة ..كانت تثير اهتمام فطين عبدالوهاب برقتها ووداعتها سرا ، حتى ظهر صديق الطرفين “سعيد أبوبكر” ليكون العامل الرئيسى في إتمام زواج ليلي مراد بفطين عبدالوهاب.

لم تكن ليلى مراد تعلم أن هناك من يراقبها في صمت، ويستغل كل المناسبات حتى يقترب من قلبها فهو الهدف الأسمى للمخرج فطين عبدالوهاب إلى أن ظهر سعيد أبوبكر صديق الطرفين ليفتح قلب الفنانة الجميلة ليلى لدخول فطين عبدالوهاب، من خلال حديث دار بين أبوبكر وليلى التي تطمئن كثيراً له، وتعتبره صديق مخلص لها وتثق في خلقه ورجولته، وكثيراً ما يطرأ على حياتها ما يؤلمها أن تفضي به إليه وهي صديقة أيضا لزوجته.

وظلت ليلى تمضي أغلب أمسياتها زائرة لسعيد وزوجته المعروف عنه بين أصدقائه إنه كريم، وكان يقيم أسبوعيا حفلات ساهرة تجمع كل أصدقاؤه وكانت ليلى في أغلب تلك السهرات تعتذر بينما تأتي في الأيام التي يخلو فيها البيت من الضيوف.

وذات ليلة دار حديث بين سعيد أبوبكر والفنانة ليلى مراد حول الزواج وما رأيها في هذا الأمر، حتى أجابته ماذا تقصد بهذا السؤال؟ ليرد سعيد يا ليلى إنت في حاجة إلى رجل يعيش بجوارك يكون على خلق رفيع وسمعته حسنة وثقافته عالية تجيدنه إلى جوارك بعد 20 عاما يحميك ويرعاك، لترد ليلى ياسعيد أين هو الراجل المخلص فى هذه الأيام؟ ليكمل سعيد أنا عندي هذا الراجل المخلص، لتبتسم ليلى وترد من هو ياترى؟ فيرد سيعد مبتسما “فطين عبدالوهاب”، فترد ليلى فى دهشة لكن أنا ما اعرفوش عايز أتزوج من رجل لم أعرفه صحيح أنا بسمع عنه إنه راجل لطيف بس أتزوجه كدة خبط لزق.. ليرد سعيد: لا أجلسى معه واختبريه.

بدأت ليلى تحضر الحفلات التى يقيمها سعيد أبوبكر ويحضرها فطين عبدالوهاب ليقترب فطين منها يوما بعد يوم وينتهز فرصة هذه الحفلات ليتحدث إليها ويعبر لها عن شعوره بإسلوب مهذب ورقيق يتفق مع تهذيبها ورقتها.

كان فطين يتصل كل يوم بصديقه سعيد أبو بكر ويسأله عن الأخبار حول قبول ليلى بموضوع الزوج، ليرد سعيد عليه باستمرار لسه مفيش أخبار إلى أن تحدثت ليلى إلى سعيد، وقالت له: «عندك حق» فطين راجل كويس، وهنا اتصل سعيد تلفونيا، وعلى الفور أبلغه أنه تم الاستجابة.

سافر فطين إلى لبنان مع المنتج بطرس زربانللى، لأعمال سينمائية وعاد بعد أسبوعين، وبدأت القصة تأخد دوراً عملياً بواسطة سعيد أبوبكر.

دعا سعيد المطربة اللبنانية نجاح سلام لتناول العشاء فى منزله مع والدها والموسيقي محمد عبده صالح اللاعب على القانون لأنها أكرمته في لبنان، كما دعا أيضا ليلى مراد لتمضي معهم سهرة قصيرة، وبعد ساعة أصبح عدد المدعوين 30 فنانا وفنانة في مقدمتهم فطين عبدالوهاب، وبدأت الفنانة ليلى مراد بالغناء حتى السابعة من الصباح.

غنت ليلى مراد لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وبعض التوشيح القديمة، وكان فطين عبدالوهاب يطلق الآهات ويتوجع ويصيح معبراً عن مشاعره الملتهبة، وليلى تختصه بأغنية «ليه خلتنى أحبك» ونعم يا حبيبى نعم أنا بين شفايفك نغم.

لم تستطع ليلى إخفاء مشاعرها عن الحاضرين، كانت عيناها تنطقان واكتفت بأن تقول كلمة واحدة بعد وصلة الغناء الرائعة بأنها تقول أن هذه المرة الأولى التي تغنى فيها من قلبها، كما غنت أيضا هدى سلطان ونجاح سلام ومحمد سلمان، لكنهم لم يمضوا جميعا نصف ساعة ولم تنقطع ليلى مراد عن الغناء طوال السهرة حتى الصباح.

وفى اليوم التالى عجز فطين عن الصبر وقال لصديقه سيعد أبوبكر :خلاص أنا انتهيت، أريد الزواج من ليلى، ليتصل سعيد بليلى وانتهت بالقبول.

جدير بالذكر أن الفنانة ليلى مراد ولدت فى 17 فبراير 1918 بالإسكندرية، وهي من أسرة يهودية الأصل وكان اسمها ليليان ووالدها هو الملحن إبراهيم زكى موردخاي، الذى قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة من ألحان سيد درويش.

وقدمت ليلى العديد من الأعمال الغنائية والسينمائية مثل ليلى بنت الشاطئ ، بنت الأكابر ، ثم أعلنت إسلامها فى أوئل شهر رمضان من عام 1946 في مشيخة الأزهر على يد الإمام الشيخ محمود أبوالعيون، كما تزوجت من الفنان أنور وجدى أثناء تصوير فيلم ليلى بنت الفقراء الذى قام بإخراجه أنور وجدى واستمر قرابة 8 أعوام ،ثم تزوجت من وجيه أباظة، احد الضباط الاحرار سراً بسبب ممانعة عائلته العريقة، وأنجبت منه ابنها أشرف قبل أن تتزوج من المخرج فطين عبدالوهاب، وتنجب منه الفنان زكي فطين عبدالوهاب، وتوفيت ليلى مراد فى 21 نوفمبر 1995.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى