إلى ولدي..

شعر : المحامي صلاح رشيد النوباني

لما عبرتُ لأفاق الثمانينِ
مسلحاً بسلاح العقل والدينِ
الروحُ ظلت على العشرينِ ثابتةً
والعمر يمضي سريعاً نحو تسعينِ
وراح يسالني عما يساورني
ويطلبُ النصحَ في شتى الميادينِ
ويسألُ اللهَ أَن أبقى بعافيةٍ
وأن أظلَ له خيرَ المحبينِ
فقلت يا ولدي قد قادني زمني
بكلِ بطئ لأعمارِ المسنينِ
قد كنت رغم شقاءِ العيشِ مُجتهداً
ولم تكنْ عثرات الدهر تطويني
وكنت أحفظ قولاً صادقاً ابداً
أن النجاحَ حليفٌ للمجدين
أن ضاق عيشي فضيق العيش يدفعني
لبذل جهدٍ لعل الخير يأتيني
إن مسني ألمٌ أَمضي اعالجه
وأن مرضتَ فادعو اللهَ يشفيني
وكلما كانت الأيامُ تُسعدني
فلم تكنْ برفاهِ العيشِ تغريني
وكلما اشتدت الأوصابُ في زمنٍ
فأنها لم تكنْ لليأسِ تُدنيني
لم استكنْ لمصابٍ بالحياة ولا
كان المصابُ إلى الإحباط يدعوني
وكنتَ أسألُ ربي أن يساعدنَي
لفعل خيرٍ لمحتاجٍ ومسكينِ
لم أعرفْ اليأسَ مهما الجرحُ يؤلمني
أو طالَ عمري أو إعتلْت شراييني
وقلت يا ولدي كن مؤمناً ورعاً
مستمسكاً بعرى الأخلاقِ والدينِ
مهما نعمرُ أنَ الموتَ يدركنا
مهما نحاول من جهدٍ وتمكينِ
فكن مريداً ولا تخشى الأسى أبداً
ما دمت تحظى بإيمانٍ المريدينِ
فالفوز دوماً لمن ظلت إرادته
تقوده نحو أهدافِ الأساطين
إن الإرادة سيفٌ حين تشهرهُ
سيقطع السيفُ اوصال المضلينِ
أن الذي خلقَ الأنسانَ علمه
الخيرَ والشرَ في شتى الأحايين
فأعملْ بما أمر المولى وعَلمنا
أن نعمل الخيرَ بين الحين والحين
قد كنت من صغري أدعو إلى وطني
الا يدنسهُ فعل المريبينِ
يقوده قادةٌ لا يبتغونُ سوى
نصرَ الشعوبِ وأهدافَ الملايينِ
هذا جوابٌ رعاك الله يا ولدي
فأعمل بنصحي بأحكامٍ وتحصينِ
فالجاهليةُ عادت بعد ما وئدت
إن الكرامةَ غابت بعد (حطينِ)
فالله اسأل توفيقاً لأمتنا
لعلها عثرات الدهر تنسيني
ما زال لي أملٌ في أمة غُلبت
أن تستعيد شهامات الميامينِ
إذا فتاةٌ بأرض القدس قد صرخت
من ظلم باغٍ ومحتلٍ وملعونِ
تحرك الجيشُ نحو الظالمين لها
وسجلوا الفعل في ابهى الدواوينِ
طوبى لمن فعل الخيرات ملتزماً
بالحق والعدلِ تواقاً لتحسينِ
فهو الَذي قد أحب الله في زمنِ
طغت على الناسِ أفعالُ الشياطينِ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى