مرور 10 سنوات على اندلاع ” الربيع العربي!! “
بقلم : د . بهجت سليمان

1▪︎ بمناسبة مرور عشر سنوات على صاعق تفجير ما سمي ب ( الرييع العربي ) الذي بدأ في تونس بانتحار ( محمد البوعزيزي ) احتجاجا على قمع شرطية تونسية له . ولو لم يوجد صاعق التفجير هذا ، لانوجدت صواعق أخرى غب الطلب ..
○ وكانت الغاية الأولى من هذا ” الربيع ” هي استبدال الأنظمة التابعة المتهالكة المتخلعة ، بأنظمة جديدة أكثر حيوية وفتوة وقدرة على استكمال الأدوار الوظيفية الصهيو / أمريكية المناطة بتلك الأنظمة التابعة ..
○ وكانت الوظيفة الثانية ، الأكثر أهمية ، لذلك ” الربيع ” ، هي وضع اليد الصهيو – أمريكية على مسقط رأس العروبة في ” سورية ” أولا وفي ” اليمن ” ثانيا ، وتحويل شعوبهما وأرضهما وقيادتيهما ، إلى أجرام تدور بشكل كامل في الفلك الصهيو – أمريكي ، وسلخهما عن تاريخهما ، وإغراقهما بمواجهة التحديات الكبرى المتلاحقة لاستنزاف قوتهما وإحبارهما على الخنوع والركوع والخضوع .
2▪︎ وجاحد كل من لا يرى وجود عناصر اشتعال وتفجير قائمة أو كامنة ، موجودة في جميع دول ومجتمعات العالم ، بدون استثناء ، مع اختلاف في نوعية وحجم عناصر التفجير والاشتعال الكامنة ..
وتبقى المسألة وقفا على قرار الخارج بالتأجيج والتفجير ، و حجم وكيفية التدخل الخارجي ، في البلدان الأخرى .
3 ▪︎ وما لا بد من معرفته هو أن ما بدأ في كانون الأول / ديسمبر 2010 في تونس ، بدأته منظمات المجتمع المدني NGO,S في تونس ، تخطيطاً من داخل مكاتب السفارة الأمريكية في العاصمة ” تونس ” .. وتنفيذاً من خلال قيام آلآلاف الشباب التوانسة بمسيرة أو بمسيرات شعبية .. إلى أن جرى ترحيل ” بن علي ” إلى السعودية ، بخطة أمريكية وبتواطؤ القادة العسكريين في تونس.
4▪︎ وتبع ذلك مسيرة عشرات الألاف من الشباب المصري يوم 25 كانون الثاني / يناير 2011 في شوارع ” القاهرة ” تحت قيادة ” حركة 6 إبريل ” وبزعامة الشاب ” وائل غنيم ” المدير الدولي لشركة ” جوجل ” الأمريكية في ” أبو ظبي ” ، واحتل هؤلاء منطقة وسط المدينة بالقاهرة وسكنوا العمارات المحيطة ب ” ميدان التحرير ” ذات الإيجارات المرتفعة ، بتمويل السفيرة الأمريكية ” آن باتيرسون ” في ذلك الحين .
5▪︎ وكالأواني المستطرقة ، انتقل اللهيب ، وبدأت ردود الأفعال تفعل فعلها في الجوار الليبي في ” شباط / فبراير ” في ” بنغازي ” .. وحلف ” الناتو ” يراقب ويستعد ..
6▪︎ وكانت مجموعات من ” المعارضة السورية ” قد تلقت الإشارات من الخارج لتخرج بمظاهرات متفرقة و بأعداد متفرقة متعاظمة في سورية ، بدءا من أوائل ” آذار / مارس ” وتصعيد الموقف إلى مواجهات مسلحة بين ( المتظاهرين ) وبين رجال الشرطة وعناصر الأمن ، بدأها ” المتظاهرون ” الذين وضعوا قوات الشرطة والأمن بين خيارين :
○ إما السكوت والتراجع ، بما يعطي زخما لتصعيد ” الثورة المضادة ” القائمة ، وإعلان ضعف الدولة وتراجعها أمام ” الثوار !!! ” ..
○ وإما قيام أذرع الدولة الرسمية ، الأمنية والعسكرية ، بالدفاع عن نفسها وعن الدولة والشعب ، في مواجهة هذا التغول المدار خارجيا والمتلطي وراء ظاهرة ” شعبوية ” .
7▪︎ واستنفرت الفضائيات الإخبارية ” الجزيرة ” القطرية و ” العربية ” السعودية اللتين كانتا المصدر الأول والأهم لأخبار الوطن العربي ، واللتين كانتا قبلئذ ، محل ثقة المشاهد العربي ومصدره الأهم تقريباً في تحديد أولوياته ، في الشأن العربي ، سواء بالأخبار أو بالآراء ..
وجعلت تلك الفضائيات وشبيهاتها وملحقاتها ، من نفسها مضخة أخبار ليلا نهارا ، لتضفي على ما يجري طابعا ثوريا تقوم به الشعوب ضد “حكامها المستبدين ” ، ولتسوقه بأنه ثورات وانتفاضات غير مسبوقة .
8▪︎ واشتعلت معظم الدول العربية غير الملكية تقريباً ، وجرى الانتقال بمصر من حكم ساداتي سابق ، إلى حكم ساداتي لاحق ولكن برداء إخواني ، دام عاما واحدا ، لينتهي أخيرا إلى حكم ساداتي جديد بإشراف الجيش والقوات المسلحة المصرية .
9▪︎ و أما جميع الممالك وإلامارات التي أنشأها الاستعمار البريطاني في ” سايكس بيكو ” ثم انتقلت تابعيتها إلى الوريث الأمريكي ..
فهذه لم تقربها رياح ” الثورات والانتفاضات !! ” الجديدة ، طالما أنها ترفل في أنظمة ” ديمقراطية !! ” تضاهي سويسرا والسويد والنرويج .
10▪︎ وكان الهدف الأكبر والحائزة الكبرى المطلوب إسقاطها ك تفاحة ” نيوتن ” في الحضن الأمريكي – الإسرائيلي ” هي ” سورية واليمن ” اللتين صمدتا صمودا أسطوريا وأصبحتا عنواناً للصمود والتحدَي والإيمان بالنصر .
ولا زال الصراع قائما بين أهل الحق وأهل الباطل . وسينتصر الحق السوري واليمني رغم جسامة التضحيات الأسطورية ، التي كان وسيقى لها الفضل الأكبر في هذا الصمود العظيم بمواجهة أكثر من نصف دول الكرة الأرضية .