شبح الاغتيالات يطارد “جبهة النصرة” في إدلب، وزعيمها ابو محمد الجولاني يتحسس رأسه

يبدو أن “جبهة النصرة” عرابة المشروع الإرهابي برعاية تركية في مدينة إدلب شمال غرب سوريا ،تمر بمنعطف أمني قد يهدد وجودها في المناطق الخاضعة لسيطرتها،فهي من جهة تواجه أقطابا من الفصائل المناوئة لها في الفكر والخلاف على مناطق النفوذ والأجندات،ومن جهة أخرى تفقد تدريجيا حاضنتها الشعبية جراء الممارسات التي تقوم بها بحق الأهالي والسكان المدنيين .
ونتيجة لهذا الواقع تشهد إدلب عمليات تصفية واغتيالات متبادلة تطال قيادات وعناصر بين النصرة من جهة وما تعرف بغرفة عمليات “فاثبتوا”التي انضمت إليها كل الفصائل المتطرفة الرافضة لوجود النصرة من جهة أخرى ،إضافة إلى اعتقالات تقوم بها الجبهة وتُخضع المعتقلين فيها لعمليات تعذيب وحشية.

منصات إعلامية تابعة للإرهابيين في إدلب ذكرت اليوم أنه تم تصفية المدعو “إبراهيم برو” الملقب بـ “أبو عهد الجسري”، والذي كان يعمل كمحقق أمني في صفوف “النصرة” ورئيساً لمخفر “جسر الشغور” التابع لها.

وأضافت أن “برو” تلقى عدداً كبيراً من الطلقات النارية التي أدت إلى مقتله، مشيرة إلى أن طريقة تنفيذ العملية توحي بأنها لدوافع انتقامية، حيث انتشرت بعد اغتياله، شهادات عديدة لأشخاص تم اعتقالهم في سجون “النصرة” وكان “برو” مسؤولاً عن التحقيق معهم، وتحدثوا عن تورطه بأعمال تعذيب داخل معتقلات “النصرة”.

ممارسات النصرة في إدلب تجعل قادتها يعيشون حالة من الأرق التي تدفع بكل واحد من هذه القيادات لاتخاذ اجراءات أمنية كبيرة ، وفق ما تداول ناشطون في مناطق النصرة ، خشية أن يكون دوره هو التالي ، ولا يستبعد أن تطال هذه التصفيات زعيم الجبهة المدعو أبو محمد الجولاني الذي بدأ يقنن من تحركاته الميدانية خوفا على رأسه من أن يطير كما حصل مع غيره ممن قُتلوا بعمليات اتنتقام مباشرة أو غير مباشرة.

على المقلب الآخر وما يزيد من أوضاع النصرة سوءا في إدلب حالة الترقب والحذر التي تسود جبهات القتال مع الجيش السوري ، فكافة المؤشرات تذهب إلى قرب انطلاق عملية عسكرية بدعم روسي لاستئصال بؤر الإرهاب في آخر بقعة جغرافية يتحصن بها في سوريا، ومن هذه المؤشرات التحركات التركية الأخيرة بسحب عدد من نقاط المراقبة التابعة لها والمحاصرة من قبل القوات السورية ، حتى لا تكون خاصرة رخوة أمام أي سيناريو عسكري قد تتدحرج إليه الأوضاع الميدانية في المنطقة.

اللافت أيضا أن تركيا وبالتوازي مع سحب ٦ نقاط عسكرية فهي تقوم بأكبر عملية تعزيز لقواعدها المنتشرة في عمق مناطق الإرهابيبن ، وتدعم هذه النقاط بعشرات الآليات المحملة بالأسلحة والذخيرة والتي تدخل بشكل شبه يومي .

وأمام هذه المستجدات في إدلب والتوقعات بمعركة وشيكة مع الجيش السوري ، قد تجد النصرة نفسها مضطرة للقتال على أكثر من جبهة ، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي فصائل إدلب الداخلة في حراب مع النصرة.

وفي ظل حالة اللا اتفاق فيما بين هذه المجاميع الإرهابية على اختلاف مسمياتها تبدو الأرضية مهيأة لعمل عسكري سوري روسي مشترك ، فحتى لو لم يتخذ هكذا قرار فإن الوضع غير المستقر والاقتتال بين الفصائل يشكل ورقة ضغط على التركي ويفقده القدرة على المناورة أكثر بمحاولات التفلت من تنفيذ اتفاق موسكو مع الجانب الروسي والموقع في الخامس من آذار العام الحالي.

وفي كل الحالات يبدو ان رأس أبو محمد الجولاني سيطير عاجلا أم آجلا، ومن يدري قد يطير على أيدي أسياده في تركيا أو أمريكا عندما ينتهي دوره، شأن ما حدث لابي بكر البغدادي.

وعلى صعيد منصل، دارت اشتباكات مسلحة بين فصيلي “نور الدين الزنكي” وجماعة “جيش تحرير الشام”، اليوم الأحد، في مدينة جنديرس التابعة لعفرين بريف حلب، بسبب خلاف على ممتلكات.

وحسب معلومات “السورية نت” فإن عناصر من “حركة نور الدين الزنكي” تهجموا على منزل يقطنه أحد المُهجرين من ريف دمشق، وطالبوه بإخلاء المنزل فوراً.

وأوضح مصدر من جماعة فراس بيطار (جيش تحرير الشام)، أنه عقب رفض المُهجر من الخروج من المنزل، اقتحم عناصر من الزنكي منزله واعتقلوه، ما أدى إلى هجوم مقاتلي “جيش التحرير” على مقرات الزنكي والاستيلاء عليها.

ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات تظهر اشتباكات بين الزنكي وجماعة البيطار، عبر استخدام أسلحة متوسطة.

وقد أدت الإشتباكات إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو عشرة آخرين في حصيلة أولية، وسط توقعات بارتفاع العدد.

وعقب ذلك وصل رتل عسكري من فصيل الشرقية إلى جانب لجنة “رد الحقوق والمظالم” إلى المدينة لفض النزاع ووقف الاشتباكات الحاصلة.

كما نشر ناشطون صوراً لاجتماع بقيادة عمر حذيفة رئيس الهيئة الشرعية لـ”الجبهة الوطنية للتحرير”، إلى جانب قيادين من الزنكي وفراس بيطار لحل الخلاف.

ويعتبر “الزنكي” أحد فصائل “الجيش الوطني” وكان انسحب من ريف حلب الغربي عقب معارك مع هيئة تحرير الشام في 2019.

في حين كان فراس بيطار يقاتل مع جماعته في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي بريف دمشق، قبل خروجهم من هذه المناطق إلى عفرين، عقب سيطرة النظام على أرياف دمشق، في 2018.

وسيطرت فصائل الجيش الحر على مدينة عفرين 2018، عقب عملية “غصن الزيتون” التركية، ويتواجد فيها العديد من الفصائل المقاتلة التابعة لـ”الجيش الوطني”.

وتعيش مناطق عفرين هشاشة أمنية، وتتكرر فيها الاشتباكات بين الفصائل المتواجدة فيها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى