استقالة حنان عشراوي وأزمة النظام السياسي الفلسطيني
بقلم : د. كاظم ناصر
استقالت الدكتورة حنان عشراوي من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجا على عودة التنسيق الأمني بين السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة الاحتلال، ولعدم رضاها عن حالة التمزق والانقسامات التي تعاني منها الفصائل والقيادات السياسية الفلسطينية، وطالبت بإجراء إصلاحات سياسية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وشددت على ضرورة تداول السلطة ديموقراطيا عن طريق الانتخابات وتمكين الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه، خاصة كفاءاته الشابة، من المشاركة في صنع القرار.
أهمية استقالة عشراوي تكمن في كونها تشير بوضوح إلى أن النظام السياسي الفلسطيني الحالي هو نظام هجين، لا يتمتع بشرعية دستورية، ويفتقر إلى قاعدة جماهيرية متينة وأنظمة مؤسساتية مستقلة فاعلة، ويعاني من الانقسامات والبيروقراطية والمحسوبية الفصائلية والحزبية، وتسيطر عليه قيادات ” أبوية ” صوريّة مكونة من مجموعة صغيرة من قادة الفصائل والمقربين منهم الذين الحقوا ضررا بالغا بالقضية الفلسطينية من خلال ممارساتهم السياسية وولاءاتهم الفصائلية والأيديولوجية التي عمقت الخلافات البينية الفلسطينية، وأعاقت إجراء انتخابات ديموقراطية عامة في مواعيدها وعطلت نتيجة لذلك التداول السلمي للسلطة، وأطالت عمر الانقسام والاحتلال، وساهمت في تراجع التأييد الشعبي العربي للفلسطينيين، وشجعت الحكام العرب على التطبيع مع إسرائيل.
الشعب الفلسطيني المناضل الذي بدأ بمقاومة المشروع الصهيوني قبل ما يزيد عن 100عام، أي بعد صدور وعد بلفور مباشرة، ما زال وسيظل يقاوم ويضحي ويروي تراب وطنه بدماء أبنائه وبناته الزكية يستحق نظاما سياسيا ديموقراطيا مؤسساتيا، ويحتاج إلى قيادات أفضل من قياداته الحالية الفاشلة التي تقامر بمصيره، وترفض التخلي عن كراسي الحكم التي جلس معظمهم عليها منذ ثلاثة عقود!
ومن المؤسف القول إن فشل قادة النظام السياسي الفلسطيني في الدفاع عن قضيتهم يبدو واضحا جليا بعد إن رفعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، الرايات البيضاء للصهاينة خلال الشهور الثلاثة الماضية واستسلمت لهم، … بينما القادة الفلسطينيون الأشاوس … يتنافسون في إطلاق تصريحات ” نرفض ونستنكر “، ولا يخجلون من انشغالهم بخلافات وصراعات على المحاصصة الفصائلية والحزبية، وعلى مراكز قيادية إسمية في .. سلطة بلا سلطة .. ، ويتجاهلون عجزهم وفشلهم في تنظيم البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما على حدوثه! فلماذا لا يلومون أنفسهم قبل أن يلوموا المهرولين الخونة من الحكام العرب؟ وهل يدركون ” القادة الفلسطينيون” معنى المثل الشعبي الفلسطيني ” القدره عايرت المغرفه”؟