هكذا تحول صالح سليم كابتن النادي الأهلي إلى ممثل سينمائي

 

اعتاد صالح سليم، كابتن كرة القدم المصري الشهير، أن يوزع يومه بين التمرين في النادي الأهلي، وبين التدريب في الاستوديو على تمثيل دوره مع سعاد حسني وزيزي البدراوي ونادية لطفي.. حيث لعب كابتن الأهلي دور بطل في الشيش في فيلم “السبع بنات” الذي كان ينتجه وقتها حلمي رفلة ويخرجه عاطف سالم.

كان عاطف سالم من هواة كرة القدم ومن المتحمسين لفريق النادي الأهلي، وقد بدأت العلاقة بينه وبين صالح سليم عندما كان المخرج السينمائي يجلس في صفوف المتفرجين ويصفق للاعب الكرة، ثم التقى به على ظهر الباخرة أريبيا وعرض عليه الدور فلم يتردد صالح سليم ووافق على الظهور في السينما، وبأجر 100 جنيه تحول كابتن الأهلي من لاعب كرة إلى ممثل سينمائي.

ويقول صالح سليم : إنه ورث لعب الكرة هو وشقيقاه طارق وعبد الوهاب عن أبيهم الدكتور محمد سليم طبيب البنج، فقد كان أبرزهم يلعب جناح أيسر التوفيقية .. وصالح سليم متزوج وله ولدان هما خالد وهشام ويقيم في شقة فاخرة أمام نادي الضباط بالزمالك، وكل شيء في الشقة ينم عن ذوق سليم، حتى منافض السجائر من الفضة ومنقوش عليها الحروف الأولى من اسم زوجته.

ويقول عنها إنها لم تعارض في اشتغاله بالسينما لأنها تثق فيه ثقة تامة وأن الأستوديو ليس المكان الوحيد الذي يضم أشكالا وألوانا من النساء، فالنساء منتشرات في كل مكان، الزوجة الغيور تغار على زوجها من الكتب التي يقرؤها ومن عمله إذا كان يستغرق معظم وقته.

ويضيف صالح سليم أنه ينحدر من أسرة تنجب الذكور فقط، فأبوه أنجب ثلاثة أولاد، وهو أنجب ولدين، وأنه يفضل إنجاب الأولاد عن البنات لأن تربية الأولاد أسهل بكثير من تربية البنات.

وأشار في حوار صحفي عام 1960 إلى أنه كان يدخن 60 سيجارة في اليوم، ثم امتنع عن التدخين بعدما أصيب بالالتهاب الرئوي مرتين وقال أن الإقلاع عن التدخين جعل شهيته للطعام مفتوحة باستمرار وأنه يستطيع أن يتناول وحدة ديكا روميا على الغداء وآخر على العشاء.

وأكد أن علاقة أسرته بالفن قديمة فأبوه من هواة الموسيقى وهو يحتفظ في مكتبته إلى جانب كتب البنج وأبحاث التخدير بالأسطوانات النادرة وأن دار الإذاعة تقترض منه دائمًا الأسطوانات لتعيد تسجيلها.

صالح سليم مولود في 11 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي في القاهرة.. والده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته هي السيدة زينب الشرف، التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر.

تعرف والد سليم على والدته عندما كان يجري لها عملية جراحية خلال إقامتها مع عائلتها في مصر وتزوجها وأنجبا ثلاثة ذكور كان صالح هو الأكبر، ومن بعده عبد الوهاب وطارق .. عشق صالح سليم رياضة كرة القدم منذ نعومة أظافره، فكان دائما ما يمارس هوايته مع أطفال حيه في الدقي بالجيزة.

وقد انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، ثم التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، بعد أن اكتشفه حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي، ونجح صالح في إثبات وجوده وموهبته، حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري عام 1948، وفاز الفريق وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز، أما المباراة الرسمية الأولى، فكانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين.

أصيب صالح سليم بسرطان الكبد عام 1998 عندما كان يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه، وأعلمه الطبيب بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح لأطبائه لبدء العلاج أُعلم أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، كما أُعلم بأن سنه لا تسمح بإجراء زراعة الكبد.

لم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء بإتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي، واتباع علاج حراري إلى جانب العلاج الكيماوي، ولكن حالته ازدادت سوءاً، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد وانتقلت إلى الأمعاء فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام 2002، عن عمر يناهز 72 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى