ترامب يعلن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات مقابل اعتراف امريكا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن المغرب وإسرائيل قد اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية.
وقال إنه وقع إعلانا يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وقال مسؤول أمريكي إن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في إطار هذا الاتفاق.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب حصل بموجب اتفاق تم التفاوض عليه بمساعدة الولايات المتحدة.
وأصبح المغرب رابع دولة عربية تفتح فصلا دبلوماسيا جديدا تجاه إسرائيل منذ أغسطس الماضي، بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.
وكجزء من هذا الاتفاق، وافق ترامب على الاعتراف بشرعية المغرب على الصحراء الغربية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الاتفاق تم إبرامه خلال مقابلة هاتفية بين الرئيس الأمريكي والملك المغربي محمد السادس.
أعلن ترامب، مساء اليوم الخميس، أنه وقع إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
وقال ترامب في تغريدة على “تويتر”: “لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية”.
وأضاف “أن اقتراح المغرب الجاد والواقعي والجاد للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار!”.
وأفاد البيت الأبيض بأنه يعتقد بأن إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا لحل الصراع.
وحث البيت الأبيض أطراف الصراع في الصحراء الغربية على الدخول في مناقشات دون إبطاء على أساس خطة المغرب للحكم الذاتي كإطار للتفاوض.
كما اعلن الديوان الملكي في المغرب عن اتصال هاتفي بين العاهل المغربي، محمد السادس، والرئيس ترامب، الخميس، تطرقا فيه إلى اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء الغربية و إقامة علاقات بين المملكة وإسرائيل.
وقال البيان إن ترامب أخبر محمد السادس بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف أميركا لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وقررت واشنطن فتح قنصلية في مدينة الداخلة بالصحراء في تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، يضيف البيان، مشيرا إلى أن القنصيلة ستقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة سكان الصحراء.
وكشف بيان الديوان أن الزيارة التي قام بها جاريد كوشنر، المستشار الخاص لترامب في مايو 2018، كانت حاسمة في مختلف القضايا، بما فيها هذا الموضوع، ومن خلال الاتصالات وتبادل الوفود، وعدد من الزيارات غير المعلنة.
وأعلن البيان أن محمد السادس نقل لترامب عزم المغرب تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.
وأعلن عزم المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال مع إسرائيل.
كما أعلن البيان عزم المملكة تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي. ولهذه الغاية، العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توصل بلاده بالوساطة الأمريكية إلى اتفاق على إقامة علاقات مع المغرب.
ورحب نتنياهو، في كلمة ألقاها خلال فعالية نظمت اليوم الخميس أمام حائط البراق في القدس برفقة سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، بالتوصل إلى ما وصفه “سلاما تاريخيا”، مضيفا أن الاتفاق المبرم يمثل “ضوءا عظيما آخر للسلام”.
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي العاهل المغربي محمد السادس على قراره “الجريء والتاريخي”، مبديا امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”جهوده الرامية لإحلال السلام الحقيقي”.
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل ستعمل على إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع المغرب في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن الطرفين يخططان لتسيير رحلات جوية مباشرة وتبادل بعثات دبلوماسية.
وقد سلرع جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى القول للصحفيين، يوم الخميس، إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل حتمي.
وصرح جاريد كوشنر بأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل “مسألة وقت فقط” بعد أن أصبح المغرب أحدث دولة عربية تفعل ذلك.
وأضاف كوشنر للصحفيين: “اجتماع إسرائيل والسعودية معا والتطبيع الكامل في هذه المرحلة أمر حتمي، لكن من الواضح أن الإطار الزمني سيأتي وهو أمر يجب تحديده”.
كما ثمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر تغريدة على تويتر إعلان المغرب وإسرائيل تطبيع العلاقات بينهما.
وقال الرئيس المصري في تغريدة على “تويتر” مساء الخميس، إنها خطوة مهمة بين البلدين.
وأضاف السيسي “تابعت باهتمام بالغ التطور المهم بشأن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية”.
وأكد الرئيس المصري أن هذه الخطوة الهامة تحقق مزيد من الإستقرار والتعاون الإقليمى في المنطقة.
وعلى الصعيد الاخر، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن ما أقدم عليه النظام الحاكم في المغرب بالتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، خيانة لثوابت الإسلام والعروبة وتفريط بالقدس وفلسطين.
وقالت الحركة في بيان صحفي، إن التطبيع هو الوجه الجديد للاستعمار، معتبرة أن إعلان العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني خيانة للقدس.
وأضافت، أن بعض الأنظمة العربية يتواصل سقوطها في وحل الخيانة والرِّدة عن ثوابت الأمة، مشددة على أن إعلان التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني الغاصب يمثل انتكاسة جديدة للنظام العربي الهش الذي يبحث عن توطيد أركان حكمه الاستبدادي لدى أمريكا والكيان الإسرائيلي.
وتابعت الجهاد الاسلامي في بيانها: “نحن على ثقة تامة بأن الشعب المغربي يرفض بشدة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ولن تكون أرض المملكة المغربية مرتعا للصهاينة، فالشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع وتتصدى له”.
وأشارت إلى أن مسلسل هرولة الأنظمة العربية نحو الكيان الصهيوني سيكون لعنة عليها وعلى رموزها وقادتها، وسيبعث يقظة جديدة لشعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني بإذن الله.
وأوضحت الحركة، أن أمريكا والكيان الصهيوني تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم العاجزة والضعيفة، وتساومها بين استمرار التوترات والأزمات الداخلية أو الرضوخ للإملاءات الأمريكية والصهيونية .
ولفتت الى أن الأنظمة المستبدة المنفصمة عن شعوبها وقضاياها ترضخ للإملاءات وتذل أمام الضغوط.
وفي رام الله أكًّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ الإعلان عن تطبيع العلاقات المغربيّة مع “العدو الصهيوني” مساء اليوم على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “هو يوم أسود في تاريخ شعبنا وأمتنا العربيّة”.
وأضافت في بيان: أنه بذلك يُشهر “النظام المغربي علاقاته المديدة مع العدو، ويلتحق في هذا الإشهار بمن سبقوه إلى وحل الخيانة، كنظامي الإمارات والبحرين”.
واعتبرت الجبهة أنّ توالي إعلانات الزحف نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، تؤكّد ضرورة توحيد كل الجهود الوطنيّة والقوميّة لمواجهة هذه النظم وخياناتها من جهة، وحماية حقوق وأهداف أمتنا العربية وفي القلب منها الحقوق والأهداف الفلسطينيّة في التحرر والانعتاق والوحدة من جهة أخرى.
وقالت الجبهة: على الرغم من نجاح الإدارة الأمريكيّة في تركيع وإسقاط بعض الأنظمة العربيّة الرسميّة في وحل العمالة والخيانة والتطبيع، فإنّ الشعوب العربية لا زالت ترفض التطبيع وتلفظ الوجود الصهيوني ومستمرة في مقاومته وتحمل في طيّات رفضها عوامل نهوض وانفجار، يمكن استثمارها وتحويلها إلى فرص تعمل على تعزيز الرفض الشعبي وتوسيع رقعة مقاومة التواجد الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وما جرى مُؤخرًا مع أحد “المشاهير” في جمهوريّة مصر العربيّة لهو دليل على يقظة الشعوب العربية وارتباطها بقضيتها المركزيّة الفلسطينيّة وحقوقها القوميّة.
وختمت الجبهة مُؤكدةً على ضرورة السعي للارتقاء بأدوات النضال القومي المعادي للاستعمار الأمريكي والتواجد الصهيوني في المنطقة؛ من خلال تشكيل جبهة المقاومة العربيّة القوميّة الواسعة التي تضم تحت لوائها كافة الأطياف السياسيّة القوميّة والمجتمعيّة والشعبيّة كتوجهٍ استراتيجي يُعبّر عن ولادة حالة نضالية قومية شاملة ودائمة غير موسميّة؛ قادرة على الارتقاء بالفعل الشعبي من أجل إسقاط هذه الاتفاقات الخيانيّة والأنظمة الخاضعة لها.