حزب الحركة القومية يحيي الذكرى الـ 33 لانتفاضة الحجارة المجيدة

في بيان اصدره اليوم الثلاثاء، حيا حزب الحركة القومية الاردني الذكرى الـ33 لانتفاضة الحجارة في فلسطين.

وقال الحزب في هذا البيان ما يلي..

شكّل الثامن من شهر كانون أول 1987، قبل 33 عامًا محطةً تاريخية ومفصلية، وفصلاً ملهمًا من فصول المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، هذا التاريخ الذي انتفض فيه الشعب العربي الفلسطيني في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ليضع القضية الفلسطينية الوطنية على مقدمة الاهتمامات على مستوى العالم، وليبدد وهماً حاول الاحتلال الصهيوني أن يروجه بعد محاولات طويلة من السيطرة والتدجين للشعب الفلسطيني، وهو أن الفلسطينيين قد استسلموا للأمر الواقع، ولم تعد هناك أي حالة رفض لوجود الاحتلال.
اندلعت انتفاضة الحجارة المباركة بزخم شعبي وقوة عارمة، أكدت لكل الدنيا، ومن قبلهم للاحتلال أن الشعب العربي الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته النضالية في مواجهة المشروع الصهيوني، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي النضالي، والعبث بالانتماء للأرض والقضية، ولقد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني، حيث قاتل الجميع كتفاً بكتف، وكفاً بكف، فاستعصى شعبنا العربي الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي.
إن ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية لهو أدعى إلى أن تتضافر الجهود، وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد هو العدو الصهيوني، فها هو الاحتلال يعلن اليوم تلو الآخر عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض السيادة، والمستوطنات الجاثمة على الأرض العربية الفلسطينية، ويمارس جرائم تدنيس المقدسات في محاولة لفرض حقائق جديدة، وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ من خلال محاولات التهويد للأرض العربية الفلسطينية.
في الذكرى ال33 لانتفاضة الحجارة تنزف قضيتنا من جروح عميقة أحدثتها اتفاقيات ما يسمى بالسلام، والتي لم تُسلم الأرض فقط للمحتل، بل سلمت الإنسان أيضاً، فشعبنا العربي الفلسطيني اليوم يتعرض لأكبر عمليات الابتزاز في رزقه وقوته وحركته وكل سكنة من سكنات حياته، وكل ذلك من خلال ما يُسمى بالارتباط والتنسيق الذي حوّل ضباط الجيش الصهيوني إلى الحكام الفعليين لفلسطين المحلتة.
لم يكن واقع القضية العربية الفلسطينية قبل انتفاضة 1987 بأفضل مما عليه حالها اليوم، ولم تكن المخاطر بأقل مما هي عليه اليوم، إلا أن الشعب الفلسطيني الذي نحت من صخر اليأس انتفاضة صارت محل إلهام كل الثوار في الأرض لم يعجز اليوم عن تقديم النماذج المشرقة، فها هي الضفة الغربية تغلي من تحت أقدام المحتل، ولا تلبث إلا أن تثور وتنفجر من جديد، وها هم أبناء الشعب العربي الفلسطيني في القطاع يبدعون في التصدي والتحدي من خلال الصمود والمقاومة والمجابهة مع العدو الصهيوني.
إننا في حزب الحركة القومية وأمام هذه الذكرى المقدسة للتصدي للمشروع الصهيوني لنؤكد على ما يلي:
أولاً: إن المُـــقاومة حق لأبناء أمتنا، ولا سيما الكـــفاح المــســلح الذي يمثل خياراً استراتيجياً لحماية القضية واسترداد الحقوق العربية في فلسطين، ولا يمكن لأي قوة غاشمة أو بلطجة من أي جهة كانت أن تحرم الأمة العربية من هذا الحق.
ثانياً: إن الأسباب التي أدت بالشعب العربي الفلسطيني إلى أن يفجر ثورته الشعبية عام 1987 ما زالت قائمة حتى يومنا، بل وتفاقمت، وإن شعباً أبى الضيم منذ عشرات السنين لهو جدير وقادر على إعادة الكرة، ولن يهنأ الاحتلال بلحظة استقرار فوق أرضنا المحتلة.
ثالثاً: إن وحدة القوى المجابهة للمشروع الصهيو-أمريكي لهي الطريق الوحيدة القادرة على إنهاء كل أشكال التبعية والهيمنة الرابضة على صدر الأمة العربية.
رابعاً: نرفض كل أشكال وأنماط التطبيع، والذي يشمل كل مجالات ونواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية بشكل يتنافى مع إرادة الشعوب، ويتناقض مع رفضها للمشروع الصهيو-أمريكي، أو القبول بوجوده في فلسطين، ولأي شكل من أشكال العلاقة معه، فضلا عن تشريع وجوده.
المجد والخلود للشُـــهداء وذكراهم.. والتحية كل التحية لأسرى الحرية.
عاشت أمتنا العربية.. عاشت فلسطين حرة عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى