لهذا السبب.. أم كلثوم تقاضي سعاد محمد والاذاعة السورية

 

في إحدى زياراته إلى لبنان، أعجب الممثل المصري أنور وجدي والمطربة ليلى مراد بسعاد محمد التي كانت تغني في مسرح الأريزونا بحمانا، وأراد انور التعاقد معها على الظهور معه في بعض أفلامه، ولكن هذا الاتفاق لم يتم، لأن ليلى لم تتحمس معه لصوتها.

وعندما عاد الشيخ زكريا أحمد الذي كان معهما إلى مصر بعد أن سمع صوت سعاد محمد أيضًا، أخذ يشيد بصوتها في الصحف فاهتمت بأمرها عميدة السينما يومذاك «عزيزة أمير» وكانت سباقة إلى الكشف عن المواهب الجديدة، فسافرت الى لبنان مع زوجها وقتئذ محمود ذو الفقار، ثم عادا إلى مصر ليرسما لسعاد دور البطولة في قصتهما السينمائية الجديدة.

كان ذلك في عام 1948 العام الذي وقعت فيه الحرب بين العرب وإسرائيل، فكانت القصة مستوحاة من تلك الحرب بعنوان «فتاة من فلسطين»، وكان عمر سعاد حين مثلت هذا الدور لا يتجاوز السادسة عشرة، ولكنها رغم حداثة سنها استطاعت أن تعبر عنه بالغناء أكثر من التمثيل.

نجحت جميع أغانيها التي أنشدتها في هذا الفيلم وكانت كلها من تأليف بيرم التونسي، وهي «أغني لمين»، و«الهلال الأحمر»، و«بنت البلد» تلحين محمد القصبجي و«أوف _ رحماك» لجن لبناني، ثم لحن «يا مجاهد في سبيل الله» للسنباطي، التي كانت من أروع ما غنت سعاد محمد.

ويقول محمد السيد شوشة في كتابه “أنغام من الشرق” إنها تقاضت عن دورها في هذا الفيلم 300 جنيه مصري على أن تعمل في فيلم ثان من إنتاج نفس الشركة في مقابل 500 جنيه، ولكنه لم ينفذ، وبعد انتشار الفيلم في البلاد العربية حصلت على عقد لمدة 6 أشهر للغناء في بغداد.

ولكنها بالرغم من اشتهارها بأغانيها الخاصة فإنها لم تتخل عن إنشاد قصائد أم كلثوم، فكانت تتغنى بها في كل حفلاتها المذاعة وغير المذاعة تلبية لرغبات المستمعين، حتى سجلت لها إذاعة سوريا بعض أغاني أم كلثوم نقلا عن تلك الحفلات الخارجية، مما ادفع أم كلثوم إلى مقاضاتها هي والإذاعة ومطالبتهما بتعويض كبير.

وقد صحب نجاح سعاد محمد الأدبي عند الجمهور نجاح مادي، حيث ارتفع أجرها في الشهر الواحد 10 آلاف ليرة، بحساب ذلك الزمان، حتى ليقال إنها جمعت في 6 سنوات، منذ غنت لأول مرة في عام 1945 حتى عام 1951، ما لا يقل عن نصف مليون ليرة لبنانية، وهي لا تزال في التاسعة عشرة من عمرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى