“علي أيمن أبو عليا” طفل بريء قتله الصهاينة وعملاؤهم المُطبعون
بقلم: محمود كامل الكومي*

ويبقى للتاريخ أن العار سيلحق الإنسانية كلها إزاء صمت المجتمع الدولي على جرائم إسرائيل ضد الطفولة البريئة, بقتلها وإزهاق أرواح أطفال فى سن الزهور , بما يؤكد جرائمها العنصرية والفاشية متمثلة فى اعتقال أطفال فلسطين وحبسهم خلف القضبان , وسط صمت وسكون الحكومات العربية التى لاذت بعيداً متوهمة انها تحميها أبراج قصورها العالية ,وأن التطبيع سيجعل النظام الصهيوني دار حماية لهم من شعوبهم، لكنها بفعل رجولة الأطفال التى ستتدرب على أيادي كل الأطفال المعتقلين خلف قضبان الاحتلال بعد أن ينتزعوا حريتهم المغلولة فى المستقبل القريب , ستتحرر فلسطين , ولا عزاء لشعبنا العربي من المحيط الى الخليج إن لم تحركه رجولة الطفولة – المتمثلة فى الطفل علي أيمن ابوعليا الذي اغتالته اليد القذرة لجيش الصهاينة – لكي يثأر لكرامته ويذود عن رجولته , ويطرد الخوف المركوز فى طبائع النفوس , بعد أن حررته منا” أطفال فلسطين “, ليثور من أجل كرامته أولا ومقدساته ثانيا,وعروبة القدس ثالثا وتحرير فلسطين أخيراً.
مازالت اسرائيل تعربد وتقتل الأطفال جهارا نهارا , وقد قتلت اليوم 5\12\2020 الطفل الصغير البريء علي أيمن أبو عليا وغيره من دُرر الطفولة الفلسطينية ولحق العار الإنسانية كلها , وكشف عن عار حكامنا وسكون الذكور وعربدة خنازير بنى صهيون ,وانتهاكهم لحرمة الأديان ففاقوا الحد فى الطغيان , وتدنو الى الدرك الأسفل من الاحتقار , حين حبسوا الأطفال الصغار الفلسطينيين الأبطال المناضلين من اجل العودة الى الديار, فى زنازين لا تطاق حبسا انفراديا وكأنهم يحبسون الإنسانيةوعواطفها السنية , ففاقوا النازي فى ناره ورضعوا من أفرانه المشتعلة التى أدعوها ليستثيروا عواطف أوروبا وأمريكا العاهرة بأكاذيبهم وتحميلهم لهما عقدةذنب اضطهادهم الذي خالف الواقع وثار فى مخيلة حاخاماتهم , فغدت ساديتهم وقد فاقت الحد بتعذيب أطفال فلسطين وحبس براءتهم فى سجون الاحتلال الإسرائيلي حبساً انفراديا.
أن استشهاد الطفل علي أيمن أبو عليا , , يحثنا على أن نستمر في النضال، ومعنا كل الأحرار فى العالم من الكتاب ووسائل الاعلام الحرة الشريفة التي يجب إن تفضح ممارسات إسرائيل وجرائمها ضد الأطفال وقتلهم, وتذكر ببطولات لأطفال فلسطينيين , منهم محمد العزازي اصغر مسجون فى سجون الاحتلال والذي تعرض للضرب المبرح وكسر فكه فى سجون الاحتلال وحكم علية بستة أشهر، والطفلة ديما الواوي 12 عاماً أسيرة لدى دولة الاحتلال لمدة 4 أشهر، والأسير القاصر عمر الريماوي الذي تعرض للشلل، والأسير الطفل ايهم باسم صباح الذى يعانى من ألام حادة ولا يستطيع تحريك يده، والطفل الأسير أحمد مناصرة ، والطفلةنتالى شوخة، و 450 طفلا فى سجون الاحتلال يئنون من عذابات الصهاينة يقبعون خلف قضبان زنازينهم التى تفتقد الى كل مقومات حقوق الإنسان والمسجون.
لا يزال الأطفال الفلسطينيون يرزحون تحت وطأةالاعتقال في السجون الإسرائيلية منذ أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران/يونيو 1967 والى الآن , وعلى الرغم من أن الاتفاقات الدولية المتعددة تشددعلى ضرورة توفير الحماية للأطفال فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتغافل عن هذهالحقوق وتتعامل مع الأطفال الفلسطينيين بأسوأ أنواع المعاملة، وأشد وأنكي من معاملة المجرمين الكبار العتاة فى الأجرام.
لقد حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيةمن تدهور الوضع الصحي لـ35 طفلاً فلسطينياً تم اعتقالهم بعد إصابتهم برصاص جنودالاحتلال، وطالبت الهيئة المؤسسات والهيئات الدولية بالتدخل لوقف معاناتهم، ولكن لم يبلغ هذا التحذير مداه , لأننا فقدنا بوصلة الإنسانية وصرنا نسكت على الطغاة من الحكام عملاء اسرائيل والذين يمارسون التطبيع على قدم وساق، وهو ما يجعلهم شركاءفى قتل أطفال فلسطين، وأخرهم مقتل الطفل علي أيمن ابوعليا , وبالتالي فَتُرت مقاومتنا ومساندتنا لشعبنا الفلسطينيفى في نضاله ضد المستوطنين الصهاينة.
أسماء وأسماء لأطفال أبرياء فى عمر الزهور أتوا الى الحياة على أرض الآباء والأجداد، فروَعَهِم الاحتلال وابعتدهم قطعان المستوطنين عن براحِهم وملاعبهم واغتصبت ضحكتهم وانتهكت حرمة طفولتهم ,وسارعت الى معاقبة كل من تجاسر بقذف حجر فى خلقِهم الكريهة، فلا يكون مثواه إلاالقتل أو مجاهل السجون والزنازين الإسرائيليةالتى تدعمها الصهيونية والامبريالية العالمية .
أننا الآن ومع استشهاد زهرة من زهورفلسطين نتدنى أمام روعة شهداء فلسطين الأطفال الذين غسلوا قلوبنا من العار، ومجدوا بدمائهم حرمة الأقصى الذي فرط فى حرمته عملاء الصهاينة العُربان , ونتدنى أمام بطولات أطفال فلسطين الذين قاوموا قوات الاحتلال وقتلوهم بالدهس والسكاكين وهم الى الآن يقبعون خلف جدران سجون العدو، لا يجدون قطرة ماء ولا حبة دواء.
وأنا ادعو الآن الى تنظيم حملة إعلامية يقودهاالشرفاء في عالمنا العربي الإنساني لخلق حالة من التعاطف مع قضية الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال وخاصة الأطفال، وتدين قتل الأطفال وتقدم قاتليهم إلى المحاكم الدولية.. لابد أن تتواصل الحملة ولا تفتُر , بل تتصاعد من أجل حرية أطفالنا الفلسطينيين( العِظام والكبار بنضالهم )الأسرى فى معتقلات الاحتلال الصهيوني , وحتى يتم الإفراج عنهم جميعا , ولا يتحقق ذلك إلا بمواصلة النضال الإعلامي والقانوني والسياسي لفضح جلادي اسرائيل عديمي الأنسانيه أعداء الطفولة وفضح ممارساتهم اللا إنسانية تجاه أسرىفلسطين , وخاصة أسرى أطفال فلسطين فى غياهب المعتقلات النازية الإسرائيلية – وأنها لثورة حتى النصر .
*كاتب ومحامى – مصرى
البريد الإلكتروني: [email protected]