فايزة احمد دعت على العندليب فوقعت محاولة انقلاب في المغرب

تمر اليوم الذكرى التسعون لميلاد كروان الشرق الفنانة الكبيرة فايزة أحمد التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 5 ديسمبر من عام 1930 وأصبحت كروان الطرب وأهدت الفن مئات الأعمال والأغانى التى بقيت وستبقى على مر الأجيال وصنفها الكثيرون كأحد أجمل وأقوى الأصوات الفنية فى العالم.
وفى حياتها انطلقت بعض الشائعات عن الفنانة الكبيرة فايزة أحمد اتهمها بالعصبية والعنف مع زملائها، بالإضافة إلى عدد من الاتهامات الأخرى المتعلقة بحياتها وصفاتها الشخصية.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب الصادرة بتاريخ 28 فبراير عام 1967 نشرت المجلة موضوعاً حمل عنوان ” محاكمة صحفية لفايزة أحمد ” واجه فيه الكاتب الصحفى سيد فرغلى الفنانة فايزة أحمد بالعديد من الاتهامات التي يتداولها البعض عنها.
ومن بين هذه الاتهامات ما روجه الكثيرون عنها بأنها تتعامل مع الناس بعصبية وأنها دائمة الشجار، وردت كروان الشرق على هذا الاتهام بأنه شائعة يروجها عنها بعض الحاقدين في الوسط الفني بسبب الغيرة الفنية.
وأوضحت قائلة:”على العموم دى حاجة كويسة إنهم يتهمونى بالعصبيية خير من أن يقولوا عن أشياء أخرى تمس سمعتى كفنانة، ولو كنت عصبية كان زمان محمد سلطان طفش منى والحمد لله احنا أسعد زوجين في العالم” ، وكانت فايزة أحمد وقتها متزوجة من الموسيقار محمد سلطان.
وعن اتهامها بكثرة الزيجات أجابت كروان الشرق بأنها إذا كانت لم توفق في زيجاتها السابقة فإن هذا قسمة ونصيب وليس ذنبها أن هذه الزيجات لم تستمر وأن الله عوضها بزوجها الموسيقار محمد سلطان.
ووجه الكاتب الصحفى سؤالا واتهاما للفنانة الكبيرة مشيرا إلى أنها متهمة بالبخل على نفسهها لدرجة أنها لا تشترى الملابس اللازمة لظهورها كفنانة معروفة، فأجابت قائلة: ” الفنان ليس بلبسه، بل بعمله”
وأضافت قائلة:” هناك كثير من الفنانات يتأنقن في الملبس والمظهر وهن محرومات من الإحساس الفني، ويصلحن كمانيكات فقط، وأنا لست ضد التأنق في الملبس لأنه من المفروض على الفنان أن يظهر بصورة مشرفة أمام جمهوره”
وأضافت:”لا يمكن أكون بخيلة على نفسى لأن الفنان عندما يموت لن يأخذ شيئاً معه، ولكن إذا كانوا يسمون الحرص وعدم التبذير بخلا ، فدعهم يقولون ما يشاءون”
كما جمعت العديد من المواقف الطريفة والغريبة بين فايزة أحمد وعدد من زملائها فى الوسط الفنى ومن بين هذه المواقف قصة طريفة حدثت بين كروان الشرق فايزة أحمد والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
ففى إحدى الحفلات التى كان مقررا أن يشارك فيها العندليب بالغناء فى المغرب بمناسبة الاحتفال بالعيد الملكى قابله أحد الصحفيين المصريين فى صالون الفندق الذى يقيم فيه.
وقال الصحفى للعندليب إن الفنانة فايزة أحمد فى أشد حالات الغضب والثورة عليه، فسأله حليم:” على أنا ليه ، عملت ايه”، فأجاب الصحفى بأنها تتهمه بأنه هو السبب فى منعها من المجيئ للمغرب ، فضحك عبدالحليم وقال: “سبحان الله أنا الذى منعت 7 سنوات من دخول المغرب ووضعت أنا وأغنياتى على اللائحة السوداء يتم إتهامى بأنى أمنع الناس من المجيئ للمغرب، وكيف هل أنا الحاكم فى هذا البلد؟”.
وأوضح الصحفى أن فايزة أحمد قالت أن عبد الحليم يتولى منذ عامين مسئولية التعاقد مع الفنانين الذين يشاركون فى الحفلات المقامة بالمغرب ، وتقول أن حليم يغار منها لأنها عندما سافرت للمشاركة فى هذه الاحتفالات عام 1961 حققت نجاحا كبيرا وتفاعل معها الجمهور بشكل لافت ولهذا السبب لا يريد مشاركتها فى أى حفلة يكون فيها.
وقال الصحفى لعبد الحليم كل ما أغضب فايزة أحمد فأقسم العندليب بأن شيئا من هذا لم يحدث وأنه لا يكن لفايزة سوى كل احترام ومودة ولا يريدها أن تسيئ الظن به لأن وزارة الإعلام هى التى كانت تفوضه بالتعاقد مع الفنانين الذين تريدهم أن يشتركوا فى حفلات المغرب دون أن تترك له حرية اختيارهم.
فضحك الصحفى وقال :” على العموم فايزة بتدعى عليكم وتقول إن دعوتها مستجابة وأنكم لن توفقوا فى حفلاتكم”، وما أن هل صباح اليوم التالى حتى شهدت المغرب محاولة إنقلاب الصخيرات عام 1971، وألغيت كل الحفلات التى جاء الفنانون من مصر ولبنان للمشاركة فيها، فعادوا إلى بلادهم.
وعاد عبد الحليم حزينا، وعندما وصل إلى القاهرة تذكر فايزة أحمد ، وأخذ يقسم لكل من يراه أنه برئ من تهمة إبعادها عن حفلات المغرب، بل أنه من أجل إقناعها قرر أن يعتذر لوزارة الإعلام المغربية عن عدم استطاعته أن يكون وسيطا بينها وبين الفنانين حتى لا يتوهم أحد أنه المتحكم فى اختيار المشاركين فى هذه الحفلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى