هكذا تغلب محمد عبد الوهاب على «فوبيا الطائرة» وسافر جوًا الى لبنان

كلنا نعرف حكاية الخوف المزمن الذي كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مصابا به تجاه ركوب الطائرات، التي امتنع عن ركوبها وله مبرراته التي أفصح عنها في أكثر من حديث صحفي وتليفزيوني، دلل خلالها على صحة وجهة نظره، لكنه ركب الطائرة مضطرا يوم 28 يونيو 1960 التي هبطت به في سلام في مطار بيروت الدولي، ونزل منها هو وزوجته السيدة نهلة القدسي وهو يقرأ آيات من الذكر الحكيم غير مصدق أنه وصل إلى الأرض في سلام، أما لماذا ركب عبد الوهاب الطائرة إلى بيروت ولم يسافر اليها بالبحر كما تعود فالسؤال تجيب عنه مجلة “الشبكة” قائلة:
كان الموسيقار في هذا التوقيت مشغول جدا بتلحين الملحمة الوطنية “ذكريات” التي سيقدمها العندليب عبد الحليم في عيد ثوره 23 يوليو الثامن، كما كان “مشغولا ايضا في بروفات نشيد “وطني حبيبي الوطن الأكبر” مع مجموعة من الأصوات الغنائية اللامعة.
وفي ظل كل هذا الانشغال، تم إبلاغه من إدارة “مهرجان الأنوار” المقام تحت رعاية مؤسسة دار الصياد الصحفية العريقة بضرورة الحضور، لأنه سيتم تكريمه مع الشاعر نزار قباني والمطربة نجاة الصغيرة في الحفل المقام في “تياترو لبنان” مساء 1 يوليو 1960 لفوزهم بالجائزة الكبرى عن رائعة قصيدة “أيظن” التي خرجت للضوء مساء 7 أبريل 1960 بسينما “ريفولي” في حفل تم تخصيص إيراده لتعمير مدينة أغادير المغربية التى كان قد دكها زلزال 29 فبراير الشهير.
وكانت مؤسسة دار الصياد قد أعلنت عن مسابقه لاختيار أحسن أغنية عربية طبقا لمعايير معينة على رأسها القيمة الفنية (جمال النص واللحن والأداء) وكذلك الذيوع والإنتشار، وتم تشكيل لجنة تحكيم اختارت بالإجماع قصيدة ” أيظن” لتفوز بجائزة مهرجان الأنوار الكبرى، وكان على الموسيقار أن يلقى كلمة الفن فى المهرجان. كماكان على نجاة وفرقة أحمد فؤاد حسن الموسيقية أن يستعيدوا لتقديم القصيدة فى هذه السهرة بالمهرجان.
وهكذا وبسبب ضيق الوقت اضطر الموسيقار أن يركب وسيلة المواصلات المرعبة!! وبالطبع أمضى وقت الطيران في ترتيل آيات الذكر الحكيم، مع “تطمينات” متواصلة له من نهلة القدسي التي كانت تجلس بجواره،
في اللقطة المصاحبة لهذة الحكاية، صورة الموسيقار محمد عبد الوهاب بالمطار وقد اندمج في حديث مع صديقه الصدوق المليونير تيودور خياط الذي كان يوزع أعمال الموسيقار في لبنان من خلال مؤسسته الشهيرة، بينما اندمجت حرمه السيدة نهله القدسي في حديث آخر مع الصحفي الكبير سعيد فريحة صاحب مؤسسة دار الصياد، ويظهر خلفهما جورج إبراهيم الخوري رئيس تحرير مجلة الشبكة، ويقال انه كان كاتم أسرار موسيقار الأجيال.