لماذا حردت شادية عن مواصلة مسرحية «ريا وسكينة» وكيف رضيت؟؟

 

كانت معبودة الجماهير ودلوعة السينما، الفنانة شادية تحلم دائما بالوقوف على خشبة المسرح من خلال نص جيد يضيف لإمكانيتها الفنية أبعادا جديدة لم تستغل في السينما.

وقد طلب منها المؤلف والمنتج المسرحي سمير خفاجي أن تقدم عملا لفرقة الفنانين المتحدين تختاره بنفسها، وظلت تبحث سنوات عن فكرة جريئة لم تقدمها المسارح من قبل.

وذات يوم فوجئت بالمخرج حسين كمال يتصل بها ويعرض عليها القيام ببطولة مسرحية “ريا وسكينة”، ولم ينتظر ردها على العرض، بل حضر مع سمير خفاجي وقدما لشادية الفصل الأول والثاني من المسرحية وأعجبت بهما، وانتظرت الفصل الثالث حتى تقول كلمتها النهائية في قبول أو رفض الدور.

التجربة بالنسبة لشادية كانت أكثر من مخيفة، وكان قلقها يزداد يوما بعد يوم مع اقتراب عرض مسرحية “ريا وسكينة”.

وفي ليلة العرض الأولى للمسرحية وقفت شادية أمام أساتذة المسرح: عبدالمنعم مدبولي وسهير البابلي تؤدي دور “ريا “، وانتابها إحساس بأن الجمهور يستقبل تاريخها الفني منذ أن كانت دلوعة الشاشة وحتى وقوفها على خشبة المسرح.

ويوما بعد يوم عرفت شادية كيف تتعامل مع الجمهور، فكانت تغير من أدائها في المسرحية وتؤدي الدور حسب طبيعة جمهور المشاهدين في كل ليلة، لكنها لم تخرج يوما عن النص المسرحي.

وذات ليلة أغلق المسرح أبوابه، وردت الفرقة ثمن التذاكر للجمهور واعتذرت لهم بأن الفنانة شادية تعاني من أنفلونزا حادة، ونشرت الصحف الخبر، إلا أن ذلك كان بعيدا عن الحقيقة، فلم تكن شادية تعاني أي مرض، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عددها الصادر 2 أبريل عام 1983.

وخلف الستار وبين الكواليس بدت الحقيقة، وهي أن بعض أبطال المسرحية أضافوا للحوار بعض الجمل ضمانا لاستمرار إضحاك المشاهدين، وهو أمر عادي يتكرر دائما على المسرح، إلا أن هذه الظاهرة كانت من الأشياء الغريبة بالنسبة لشادية، فقررت التوقف عن الاستمرار في تقديم المسرحية.

وقد دعت إدارة الفرقة إلى عقد اجتماع مغلق لأبطال المسرحية، وخلص الاجتماع إلى تعهد جميع نجوم الفرقة بعدم الخروج عن النص، والالتزام بكل حرف في الحوار، وهنا فقط شفيت شادية من اكذوبة الأنفلونزا، وعادت للظهور على المسرح من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى