هكذا كان محمد عبد الوهاب يرضي زواره دون ان يلبي طلباتهم

 

 

لنجوم الزمن الجميل كانت عادات وتقاليد راسخة ومنتظمة تشبه طبيعة الحياة وقتها، وكان كل نجم يلتزم بنظام معين فى حياته قليلاً ما يغيره، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1952 نشرت المجلة موضوعا عن نظام حياة عدد من أكبر نجوم الفن وقتها، وكيف يقضون يومهم، وما هى عاداتهم التى لا يغيرونها يوميا، وذلك تحت عنوان “24 ساعة فى حياة النجوم”.

من المعروف ان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان شديد الاعتناء بصحته وكثير الخوف والوسوسه من العدوى والجراثيم، ولكنه كان من أحرص الفنانين على قواعد النظام، حيث لا يغير نظامه اليومى تحت كل الظروف.

كان يستيقظ دائماً فى التاسعة صباحا، ويتناول إفطارا دسما ينتهى منه فى العاشرة صباحا، وبعدها يتابع الصحف بدقة ثم يخرج لاداء أعماله.

وكان محمد عبد الوهاب يعود إلى بيته فى الثانية بعد الظهر ليتناول طعام الغداء، ثم يباشر أمور التلحين، ولا ينام بعد الغداء مباشرة.

وفى الساعة السادسة مساء كان يذهب إلى مكتبه فى شارع توفيق بوسط القاهرة، حيث يقابل ما لا يقل عن 20 الى 30 شخصا فى اليوم، منحهم جميعا مواعيد، حيث يطلب منه كل منهم طلبا مختلفا سواء لحناً موسيقياً أو غير ذلك، ويعتذر موسيقار الأجيال لهم في معظم الحالات ولا يلبى طلبات الكثير منهم، ورغم ذلك ومن شدة ذكائه يخرج جميعهم من عنده وقد شعروا بأن عبد الوهاب لبى لكل طلبه واستجاب له.

وفى المساء كان عبد الوهاب يعود إلى منزله ليتناول عشاء خفيفا، ثم يجلس مع أولاده يداعبهم ويداعبونه، ويظل هكذا حتى يغط  فى النوم، فيوقظونه ليصعد إلى غرفة نومه، ويظل أبناؤه يتسامرون ويسهرون بعد نومه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى