انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثيوبيا على خلفية بنائها سد النهضة الذي قد تعمد مصر “إلى تفجيره” حسب قوله.
وقال ترامب خلال اتصال هاتفي مع رئيسي الحكومة السوداني والإسرائيلي: “إنه وضع خطر جدا، لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة”.
وأضاف: “سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد. قلتها وأقولها بصوت عال وواضح: سيفجرون هذا السد. وعليهم أن يفعلوا شيئا”.
وتابع: “كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته”، مبديا أسفه لأن مصر كانت تشهد اضطرابا داخليا عندما بدأ مشروع سد النهضة الإثيوبي عام 2011.
وقال: “لقد أعددت لهم اتفاقا، لكن إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأ كبيرا”.
وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت في أوائل سبتمبر تعليق جزء من مساعدتها المالية لإثيوبيا بعد قرار أديس أبابا الأحادي ملء سد النهضة على الرغم من “عدم إحراز تقدم” في المفاوضات مع مصر والسودان.
وعلى الفور عقب وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تفجير مصر لسد النهضة الإثيوبي.
وكتب الوزير الأسبق عبر صفحته على “فيسبوك”، أن ترامب يوضح موقف القيادة المصرية من سد النهضة وعدم قبولها للمطالب الإثيوبية واستعدادها للتدخل العسكري للحفاظ على الأمن المائي.
وقال علام: “اعتبر أن ذلك ضوء أخضر من ترامب لمصر لضرب سد النهضة”.
غير ان حكومة إثيوبيا سارعت، اليوم السبت، لاعلان رفضها التام لأي تهديدات موجهة إليها بشأن سد النهضة، واصفة إياها بأنها أسلوب خاطئ وغير قانوني.
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في بيان صحفي، إلى أن حكومة أديس أبابا أظهرت غير مرة “التزامها الثابت بالتعاون حول النيل بناء على أساس الثقة المتبادلة ومبادئ الاستعمال العادل والمعقول للنهر”، لافتا إلى أن المفاوضات بين إثيوبيا وجيرانها بشأن السد شهدت تقدما ملموسا منذ تولي الاتحاد الأوروبي الإشراف على الموضوع.
وتابع البيان: “على الرغم من ذلك، تأتي من حين إلى آخر تصريحات تضم تهديدات عدوانية بهدف إجبار إثيوبيا على قبول شروط غير عادلة. إن هذه التهديدات ومحاولات التعدي على سيادة إثيوبيا خاطئة وغير بناءة وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
وشدد مكتب رئيس الوزراء على أن إثيوبيا: لن ترضخ لأي عدوان ولن تعترف بأي حق يعتمد على اتفاقيات استعمارية”.
ويأتي هذا البيان بعد ساعات من تحذير ترامب من أن “الوضع الحالي خطير والقاهرة قد تقوم في نهاية المطاف بتفجير السد”.
وكانت الحكومة الاثيوبية قد اعلنت،في 21 يوليو/ تموز الماضي، بداية الملء الأول لسد النهضة، قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.
وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس/ آذار 2015، الذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.
وبدأت إثيوبيا في تشييد سد النهضة على النيل الأزرق منذ عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، التي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.