الرئيس الكوري الشمالي يتحدى أمريكا ” وأولياء الأمر” المتصهينون العرب يستجدون رضاها

كشفت كوريا الشمالية خلال عرض عسكري أقيم في عاصمتها بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى 75 لتأسيسها عن تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات وصف بأنه غير مسبوق، وأعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها النووية والصاروخية للدفاع عن النفس وردع الأعداء، واعتبر مسؤول أمريكي كبير تطوير هذا الصاروخ بأنه مخيب لآمال بلاده، ووصفه محلّلون بأنه أحد أكبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنقولة برا في العالم.
استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلوبه الاحتوائي المبني على الخداع والوعود الكاذبة بتقديم مساعدات اقتصادية مجزية لكوريا الشمالية ورفع الحصار عنها، وحاول إقامة علاقات شخصية مع رئيسها كيم جونغ أون واجتمع به مرتين، لكنه فشل في كسب ثقته واقناعه بتخلي بلاده عن برنامجها النووي والصاروخي قبل ان ترفع الولايات المتحدة الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضته عليها خلال العقود السبعة عقود الماضية.
الزعيم الكوري الشمالي أثبت قدرته على المناورة، وتعامل بذكاء وحذر شديد مع ترامب، ورفض أن يقدم له أي تنازلات؛ ولهذا يبدي المناهضون لسياسة الاحتواء والهيمنة الأمريكية اعجابهم بموقفه الذي يعكس كرامة بلاده وقدرتها على الصمود في وجه التحديات، ويمثل نموذجا يحتذى به في التصدي للغطرسة الأمريكية، ويشجع إيران وفنزويلا ودول أخرى على رفض الدخول لبيت الطاعة الأمريكي.
وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية دولة فقيرة محدودة المصادر يحكمها نظام شمولي، إلا انها تمكنت من تطوير ترسانتها النووية والصاروخية، ونجحت في التصدي لمحاولات الولايات المتحدة الرامية لتغيير نظامها وحافظت على استقلالها وسلامة أراضيها، في حين ان الدول العربية فشلت في تطوير أنظمتها السياسية، وقبلت التدخلات الأمريكية والأجنبية في شؤونها الداخلية، وأخفقت في استثمار ثرواتها الهائلة في بناء الإنسان وتطوير التعليم والصحة والصناعة والزراعة، واستمرت في رضوخها لحكام حرموها من أبسط حقوقها، وعرضوا وجودها للخطر.
الرئيس الكوري دكتاتور متسلط لا يرحم أحدا، ولا يختلف كثيرا في ظلمه وقسوته وتسلطه عن معظم ” أولياء الأمر” العرب، لكنه أكثر كرامة وقدرة على المقاومة والتحدي منهم، ونجح في تطوير صناعات نووية وصاروخية تخيف الولايات المتحدة الأمريكية وتردع نواياها العدوانية، بينما ” أولياء الأمر” يستجدون رضاها، ويدفعون لها مئات المليارات من الدولارات لحمايتهم، ويتبارون في الاستسلام للدولة الصهيونية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى