وزارة المياه: لا دليل على انتقال فيروس كورونا للمياه الجوفية

اكدت وزارة المياه والري، أنه لا يوجد أي دليل على وجود فيروس كورونا في مصادر المياه الجوفية أو السطحية أو انها تنتقل من خلال مياه الشرب للمستهلكين.
واوضحت الوزارة، في بيان اليوم الاحد، أن التنسيق مستمر مع منظمة الصحة العالمية والجهات البحثية العالمية للوقوف على أية مستجدات بهذا الشأن، وتولي نوعية المياه ومراقبة جميع مصادرها اهتماما كبيرا وتطبق برنامجا صارما، تنفيذا لاستراتيجية قطاع المياه في رصد ومراقبة نوعية المصادر المائية كافة وخاصة المياه الجوفية.
واضافت إن ذلك يرتكز على ضمان الرقابة الصارمة على نوعية مياه الشرب، وكذلك الرقابة على المياه العادمة والبيئة، وحماية مساقط المياه، واجراء التحاليل المخبرية اللازمة لضمان وضبط الجودة لتتوافق مع استراتيجيات الوزارة للتزويد المائي والصرف الصحي والسدود وبما يلبي جميع المتطلبات العالمية البيئية والصحية وفق أفضل المواصفات والمستويات في الدول المتقدمة.
وقالت إنها من خلال مديرية المختبرات المركزية التي تعد مركزا علميا متقدما وتدريبيا إقليميا متخصصا يضاهي افضل المختبرات العالمية خبرة وكفاءة، وتوافقه مع برنامج الاعتماد العالمي لكفاءة المختبرات وفق مواصفة الايزو 2005:17025، تحقق تميزا عالميا وإقليميا في التعامل مع الواقع المائي وضمان ايصال المياه للمواطنين وفق افضل المعايير الدولية.
واشارت الوزارة إلى أنه لم يثبت لديها إمكانية انتقال الفيروس للإنسان من خلال مياه الشرب، مقارنة مع طرق الانتقال المباشر من إنسان إلى آخر أو عن طريق لمس الاسطح الملوثة.
وبينت أن الفحوصات والدراسات كافة التي تجريها تؤكد سلامة استخدام المياه الجوفية لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية المختلفة، داعية إلى تطبيق معايير السلامة الصادرة عن الجهات المختصة للوقاية من فيروس كورونا، مثل الالتزام بالتباعد الاجتماعي والوقاية واستخدام الكمامات وغيرها.
وقال مساعد الأمين العام لشؤون المختبرات والنوعية المهندس احمد العليمات، إن الدراسات العلمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والوكالة الاميركية لحماية البيئة والرابطة الوطنية للمياه الجوفية والجهات البحثية المختصة في مختلف دول العالم، تشير إلى أن الفيروس التاجي المسبب لكورونا لم يثبت وجوده في مياه الشرب سواء أكان مصدرها المياه الجوفية أو السطحية أو انظمة إمدادات مياه الشرب العامة استنادا إلى الدراسات التي اجريت منذ بدء الجائحة.
وأضاف أن انظمة المعالجة المعتمدة في الاردن لمعالجة المياه الجوفية والسطحية تعمل على إزالة الفيروسات المختلفة ان وجدت أو تعطيلها بما فيها فيروس كورونا، بالرغم من المخاطر المنخفضة جدا لتعرض المستهلكين الذين يستخدمون المياه الجوفية لأغراض الشرب مباشرة نظرا لأنها مياه تحتوي على نسبة آمنة من فائض الكلورين الحر الذي يضمن القضاء على أي نمو بكتيري أو فيروسي محتمل.
وبين العليمات أنه يمكن ان تصل الملوثات الميكروبية بما فيها الفيروسات إلى المياه الجوفية أو السطحية من خلال مصادر تلوث مختلفة مثل مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو فيضان مجاري الصرف الصحي الحفر الامتصاصية أو سماد الماشية وغيرها لكن البرامج الرقابية وتطبيق اجراءات حماية المصادر المائية وخطط مأمونية مياه الشرب وانظمة معالجة مياه الشرب المعتمدة التي تنفذها الوزارة تحد من أية تأثيرات سلبية قد تنتج عن هذه الملوثات.
وافاد بأن الحد من مسببات الأمراض في باطن الارض يعتمد بشكل عام على ثلاث عمليات الترشيح والامتصاص والتوقف (التعطيل)، وتعتمد فعالية الترشيح للحد من مسببات الامراض التي تتصل بالمياه الجوفية على نوع التربة وشقوق طبقات المياه الجوفية والصخور التي تتدفق من خلالها المياه إلى الطبقات الجوفية وعوامل اخرى متعددة.
واضاف انه على سبيل المثال يعد الطمي أو الطين اكثر فعالية في اصطياد الكائنات الحية الدقيقة من الرمال، ويعتمد انخفاض الترشيح ايضا على حجم الكائنات الحية، كما يحدث الادمصاص والامتزاز عندما تلتصق الكائنات الحية الدقيقة بالجسيمات، ما يؤدي إلى ازالتها من الماء أو على الاقل تأخير نقلها حيث يعد امتزاز الفيروس على حبيبات الرواسب هو الازالة الاولية لها في التربة قبل وصولها للمياه الجوفية.
يذكر ان وقت وصول المياه الى الطبقات الجوفية مهم لأن الفيروسات تفقد العدوى بمرور الوقت إلى باطن الارض اعتمادا على درجة الحرارة ودرجة الحموضة وعوامل أخرى.
وتشير خريطة حساسية الطبقات المائية للتلوث في المملكة إلى أن أغلب مساحات المملكة ذات حساسية منخفضة إلى متوسطة وتنتشر الطبقة الكتيمة على مساحات مختلفة في جميع المحافظات، كما ان المياه الجوفية لأغلب الاحواض المائية عميقة، ويصعب وصول الفيروسات إليها، ولايقل عمق سطح الماء الساكن للمياه الجوفية عن 90 مترا.
وأوضحت الوزارة في البيان أن المياه الجوفية تحوي عددا اقل من الملوثات الميكروبية (مسببات الأمراض) مقارنة مع المياه السطحية، ومع ذلك تقوم سلطة المياه والشركات التابعة لها باتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة لضمان جودة مياه الشرب بما فيها تطبيق انظمة الحماية للآبار الجوفية ضمن نطاق الحماية الاول بما فيها حماية فوهة البئر من وصول أي فيضان اليه وكذلك تطهير المياه بغاز الكلورين ضمن فترة تلامس كافية للقضاء على اي نمو بكتيري أو فيروسي محتمل ولا يمكن ضخ أية كمية مياه دون التطهير بغاز الكلورين.
وتشير الابحاث والدراسات الفنية التي اجريت في مختلف دول العالم إلى أن هذا الفيروس لا ينتقل في مياه الشرب ولكن من الممكن الكشف عن فيروس في مياه الصرف الصحي غير المعالجة.
ويتوقع الخبراء أن يكون خطر انتقال كورونا من مياه الصرف الصحي منخفضا بناء على بيانات ودراسات سابقة اجريت على فيروسات كورونا ذات الصلة مثل السارس ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة ومتلازمة الشرق الاوسط التنفسية.
وبحسب البيان، تتكفل الاجراءات الاحترازية التي نفذتها الوزارة، ومنها استخدام اقراص الكلور في غرف عزل المرضى واضافة مركبات الكلورين على المياه الداخلة والخارجة من محطات الصرف الصحي، بالقضاء على اي تواجد للفيروسات بما فيها فيروس كورونا، بالاستناد إلى التحاليل المخبرية التي اجريت في مختبرات سلطة المياه خلال الاشهر القليلة الماضية وحتى تاريخه.
ولفت البيان إلى تقارير صادرة عن الوكالة الاميركية لحماية البيئة تفيد بأن معالجة مياه الصرف الصحي بأنظمة المعالجة الثنائية والثلاثية واستخدام مواد التطهير قادرة على الحد من تواجد الفيروس في مياه الصرف الصحي، شريطة ان تعمل هذه الانظمة بكفاءة عالية بشكل دائم ومستمر.
وتابعت بأن انظمة معالجة مياه الصرف الصحي بالاردن مماثلة لما هو مستخدم عالميا، وهي خط الدفاع الاول لمواجهة انتشار هذا الفيروس في مياه الصرف الصحي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى