رغم محاولته الظهور بصورة المنتصر على كورونا.. إصابة ترامب ومساعديه بالفايروس تُربك حملته الانتخابية

واشنطن – أربكت إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملته الانتخابية، فالمرشح الجمهوري الذي قيدت إصابته بمرض كوفيد 19 حركته وأدخلته في حجر صحي بالبيت الأبيض، يجد نفسه في وضع لم يحسب له حسابا بعد أن تعامل مع الفيروس بطريقة اعتبرها خصومه وحتى البعض في معسكره، استهتارا ولامبالاة بأخطر أزمة صحية تعيشها الولايات المتحدة.

ويدرك ترامب “العنيد” أن التواصل المباشر مع الناخبين له تأثيره وبالتالي فإن بقاؤه في الحجر الصحي سيمنح منافسه الديمقراطي جو بايدن فرصة ثمينة لتحقيق المزيد من النقاط.

ويبحث الرئيس الأميركي والممنوع من السفر لإصابته بفيروس كورونا، عن سبل لإعطاء قوة دافعة جديدة لمسعاه المتعثر للفوز بفترة جديدة والعودة بقوة للمشهد الانتخابي قبل أربعة أسابيع من يوم الانتخابات.

وقال مستشارون إن ترامب الذي لا يزال مُعديا، يبحث عن خيارات بشأن كيفية إيصال رسالته وإيقاف تقدم بايدن في الولايات التي ستحسم انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضافوا أنهم يبحثون عدة خيارات منها إلقاء ترامب خطابا موجها للشعب الأميركي. كما يدرسون توجيهه خطابا للناخبين من كبار السن يوم الخميس.

وستحتل المناظرة بين نائبه مايك بنس والمرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس في سولت ليك سيتي موقع الصدارة اليوم الأربعاء.

والتعقيدات كثيرة، فمساعدو ترامب يقولون إنه يتعجل العودة إلى مسار الحملة الانتخابية ويصر على مناظرة منافسه الديمقراطي جو بايدن في 15 أكتوبر/تشرين الأول في ميامي، لكن بايدن قال أمس الثلاثاء إنه لن يشارك إذا كان ترامب لا يزال مصابا بكورونا.

تعامل ترامب مع الفيروس منذ ظهوره قوبل بتشكك عميق من الأميركيين الذين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي أنه قلل من شأن الكارثة ولم يفعل ما يكفي للقضاء عليه وفشل في التعبير عن تعاطفه مع أسر عشرات الآلاف ممن توفوا بسببه

وقال مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض اليوم الأربعاء إن ترامب يتطلع للعودة للعمل في المكتب البيضاوي فهو يعمل من مكان مؤقت في مقر إقامته بالبيت الأبيض منذ عودته يوم الاثنين بعد أن أمضى ثلاثة أيام في المستشفى.

وأضاف للصحفيين “كان يريد أن يعود للمكتب البيضاوي أمس (الثلاثاء). إذا قرر أن يعود للمكتب البيضاوي فلدينا بروتوكولات بخصوص السلامة هناك” وسيكون هناك أدوات حماية شخصية ملائمة وتهوية.

وقال ترامب الذي عولج بعقار ديكساميثازون وهو من مجموعة عقاقير الستيرويدات وعادة ما يستخدم في حالات الإصابة الحادة، إنه “في صحة جيدة للغاية”.

وأي دعم سياسي يمكن أن يحصل عليه ترامب من ضخ أموال تحفيز جديدة في جيوب الأميركيين بات بعيد المنال على ما يبدو بعد أن أنهى فجأة المفاوضات مع الديمقراطيين يوم الثلاثاء مع تباعد مواقف الجانبين بشأن حجم الأموال التي سيتم تخصيصها للحزمة.

واتهم كل من بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أرفع الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، ترامب بالتخلي عن الأميركيين المحتاجين. ووصفت السناتور الجمهورية سوزان كولينز خطوة ترامب بأنها “خطأ فادح”. وقال المرشح الديمقراطي في تغريدة على تويتر “الرئيس أدار ظهره لكم (الأميركيين)”.

ومع تصاعد وتيرة تسريح العمال في الصناعات الرئيسية يوما بعد يوم وتهديد ذلك للانتعاش الهش، حث ترامب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الكونغرس على الموافقة على تخصيص 25 مليار دولار على وجه السرعة لتمويل شركات طيران الركاب و135 مليارا للشركات الصغيرة وتقديم شيكات تحفيزية قيمة كل منها 1200 دولار للأميركيين. وكتب ترامب على تويتر “أنا مستعد للتوقيع الآن”.

وأوضح ميدوز أنه لم يكن متفائلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق وأن إدارة ترامب دعمت نهجا مختلفا يقوم على تجزئة الأمر.

وقال لشبكة فوكس نيوز “ما زلنا على استعداد للمشاركة لكنني لست متفائلا بشأن اتفاق شامل. متفائل بوجود نحو عشرة أشياء يمكننا تحقيقها على أساس مجزأ”.

ولم يوضح ميدوز ما هي العناصر العشرة التي ترغب الإدارة في تسويتها، لكنه أكد أن موقف ترامب هو أنه سيدعم تشريعات منفصلة تتناول شركات الطيران والشركات الصغيرة وشيكات التحفيز للأفراد.

وقد تكون مساعي ترامب للحصول على موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون على تعيين القاضية إيمي كوني باريت قبل انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني موضع شك أيضا، إذ أصيب ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بالفيروس وقد لا يتمكنون من التصويت.

وأدت موجة من الإصابات في البيت الأبيض بين كبار مساعدي ترامب ومعاونيه في المكتب الصحفي تقريبا إلى خلو الجناح الغربي الذي يوجد به المكتب البيضاوي. وجاءت الإصابة الأخيرة يوم الثلاثاء عندما أعلن ستيفن ميلر كاتب خطب ترامب والمتشدد إزاء قضايا الهجرة إصابته بفيروس كورونا.

وقالت شبكة ‘إيه.بي.سي نيوز’ إنها أحصت 23 إصابة بكوفيد-19 في البيت الأبيض حاليا بمن فيهم ترامب وزوجته ميلانيا.

وحاول ترامب استخدام إصابته بالفيروس لتحقيق مكاسب سياسية، إذ خرج على نحو درامي في وقت الذروة من مستشفى والتر ريد العسكري يوم الاثنين وخلع الكمامة أمام الكاميرات عند عودته إلى البيت الأبيض.

وصور نفسه على أنه رجل انتصر على المرض وأصبح أقوى من ذي قبل. وقال في تغريدة تعرضت لانتقادات واسعة النطاق يوم الاثنين “لا تخافوا من كوفيد. لا تدعوه يهيمن على حياتكم”.

لكن تعامل ترامب مع الفيروس منذ أن بدأ في الظهور في وقت مبكر هذا العام قوبل بتشكك عميق من الأميركيين الذين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي أنه قلل من شأن الكارثة ولم يفعل ما يكفي للقضاء عليه وفشل في التعبير عن تعاطفه مع أكثر من 210 آلاف توفوا جراءه.

ويقول المستشارون إن ترامب أراد التحدث عن قضايا أخرى بدلا من الفيروس في هذه المرحلة من الحملة للضغط على بايدن.

لكن مرضه إلى جانب مرض مساعديه في البيت الأبيض حيث شق الفيروس طريقه عبر أحد أكثر المباني أمانا في العالم، دفع الوباء إلى مركز الصدارة.

وكان لغياب ترامب عن الحملة الانتخابية ثمن باهظ بالنسبة له أيضا إذ كان من المتوقع أن يزور هذا الأسبوع الولايات الغربية لجمع ملايين الدولارات لحملة تواجه عجزا مقارنة مع حملة بايدن جيدة التمويل.

وأشار أحد المستشارين إلى أنه قبل أربع سنوات تقريبا في عام 2016، واجهت حملة ترامب مصاعب جمة بعد ظهور تسجيل مصور تباهى فيه ترامب بملامسة النساء، لكنه استمر في التغلب على الصعاب وفاز في الانتخابات في آخر الأمر.

وقال المستشار “إنه رجل العودة الحقيقي وإذا كان بإمكان أي شخص استعادة مكانته السابقة فإنه هو”.

ولكن مع إظهار استطلاعات الرأي على مستوى البلاد تقدم بايدن عليه بفارق ملحوظ في عدد من الولايات المتأرجحة، يبدو أن مهمة ترامب شاقة وخاسرة هذه المرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى