إيمانويل ماكرون وإهانة الإسلام والمسلمين!

 

اتسع السقوط في فخ رهاب الإسلام ” الإسلاموفوبيا ” خلال السنوات الأخيرة في الكثير من دول العالم، خاصة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وتصاعدت الاعتداءات على الإسلام والمسلمين وشملت جرائم قتل راح ضحيتها العديد من الأبرياء، ومهاجمة وإهانة المسلمات المحجبات، وتعرض المساجد للتخريب، وحرق وتمزيق نسخ من القرآن الكريم، ونشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتشويه متعمد للدين الإسلامي في وسائل الإعلام، وتجرؤ بعض القادة الغربيين ومنهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، ورئيس وزراء بريطانيا وغيرهم على كيل الاتهامات الباطلة والادلاء بتصريحات معادية للإسلام والمسلمين ومحرضة على الكراهية.
ومن أبرز هذه التصريحات التي أثارت الجدل ادّعاء لوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا بأن ” الإسلام قد أرجع العالم الإسلامي قرونا إلى الوراء”، وقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ” أظن أن الإسلام يكرهنا ” و” علينا جميعا محاربة الإسلام الإرهابي الراديكالي” ومنعه دخول المسلمين من ستة دول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرا جاء خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة 2/ 10/ 2020، الذي أعلن فيه أن على فرنسا التصدي للنزعة الانعزالية الإسلامية بقوله” ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية وإقامة نظام مواز يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع” معتبرا أن الإسلام ” ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم.”
يبدو أن بعض قادة الغرب، وخاصة ماكرون وترامب وجونسون يتجاهلون عمدا دور بلادهم المكشوف في خلق المنظمات الإسلامية الإرهابية وتضخيم ونشر ما يسمونه ” الإرهاب الإسلامي”؛ ويتغاضون عن تطبيق دساتير وقوانين بلادهم العلمانية التي تنص على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، وفصل الدين عن الدولة، وحرية الأديان والاعتقاد؛ أي أن قوانين تلك الدول تحمي حرية التعبير، وتمنح المواطن الحق بأن يعبر عن قناعاته الإيمانية أو الالحادية بحرية وبدون خوف من الدولة ورجال الدين والمجتمع، وبأن يؤمن بالدين الذي يريده ويعبد ويمارس حياته وفقا لنصوصه، أو يغير دينه إذا شاء، أو يختار ان يكون ملحدا أو لا أدريا يرفض الايمان بأي دين!
أما فيما يتعلق بخلق المنظمات الإسلامية التكفيرية المتشددة، فإن ترامب وماكرون وجونسون يعلمون جيدا أن دولهم هي التي … أوجدت وموّلت وسلّحت… تلك المنظمات وبدعم وتعاون ومباركة الأنظمة العربية العميلة لها؛ فالقاعدة وداعش ومعظم الحركات الدينية التي قامت بأعمال إرهابية في الدول العربية والإسلامية ودول أخرى ليست منظمات إسلامية، ولم تخدم الإسلام والمسلمين، بل إنها منظمات عميلة دخيلة أوجدتها المخابرات الغربية، ودعمتها أموال البترول لتقوم بقتل مئات آلاف العرب والمسلمين، وبتدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا … وتشويه صورة وسمعة الإسلام … ، وتأجيج وتعميق الخلافات الدينية والانقسامات في الدول العربية والاسلامية.
إن سموم العنصرية الدينية ومعادات الإسلام والتمييز العرقي تنتشر في الكثير من البلدان الغربية التي كانت مهدا للديموقراطية لعقود طويلة؛ ولهذا فإن تصريحات ماكرون الأخيرة المعادية للإسلام والمسلمين ليست مستهجنة، فماكرون وترامب وجونسون وغيرهم يدركون حالة الضعف والانحطاط التي تعاني منها الدول الإسلامية، ولهذا فإنهم يتدخلون في شؤون العديد منها، ويهينون الإسلام والمسلمين بتصريحاتهم، ويتصرفون بعنجهية وعدوانية تقابل بصمت عربي وإسلامي رسمي وشعبي مذل مهين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى