لأن التوافق لم يعد قائما.. الرئيس المكلف مصطفى أديب يعتذر عن تأليف الحكومة اللبنانية

كما كان متوقّعاً أعلن الرئيس المكلّف مصطفى أديب اعتذاره من الشعب اللبناني عن مهمة تشكيل الحكومة، بعد زيارته قبل ظهر اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، وقال ” مع وصول المجهود الى مراحله الاخيرة تبيّن لي أن التوافق لم يعد قائماً وحرصاً مني على الوحدة الوطنية فإنني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة “.

وقال ” فور شروعي بالاستشارات النيابية لتأليف الحكومة سبق وأعلنت لكتل سياسية عدة أنني لست بصدد الولوج في أي شأن سياسي، كما أبلغتها بأنها لن تسمّي أحداً وأبلغت الجميع أنني لست بصدد طرح أسماء تشكّل استفزازاً لها”، وتمنى أديب لمن سيُكلّف من بعده كل التوفيق في هذه الظروف الصعبة، معتبراً أنه ” لا بدّ أن تستمر المبادرة الفرنسية لأنها تعبّر عن نية صادقة لفرنسا “.

وجاء اعتذار الرئيس أديب بعد اجتماع مسائي مع المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل، اللذين اصرّا على أن يسمّي الثنائي الشيعي بنفسه وزير المالية والوزراء الشيعة الباقين خلافاً لرغبة الرئيس المكلّف، وبعد استنفار فريق 8 آذار حلفاءه للمطالبة بتسمية وزرائهم بأنفسهم.

ويفتح اعتذار أديب الوضع اللبناني على كل الاحتمالات وبات محتوماً أن لبنان سينزلق الى المجهول أو الى جهنّم كما توقّع الرئيس عون ، في ظل استبعاد قبول أي شخصية سنّية التكليف لتأليف حكومة جديدة، ما يعني تعويم حكومة تصريف الاعمال حسان دياب التي لن يتعاون معها المجتمع الدولي ولا الدول العربية.

وفي وقت سابق، قالت أوساط أديب لقناة الميادين “لا تشكيلة حكومية جاهزة ما لم ترضِ جميع الأطراف”. علما أنه أعلن قبل ذلك أنه اتفق مع الرئيس عون “على التريث قليلاً لإعطاء مزيد من الوقت للمشاورات”.

ويوم الثلاثاء الماضي قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه “في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ اللبناني، تواجه القوى السياسية اللبنانية الاختيار بين التعافي وانهيار البلد”، مضيفةً أنها “مسؤولية ثقيلة تجاه اللبنانيين”.

وأعربت عن أسفها لأن “المسؤولين اللبنانيين لم يتمكنوا بعد من الوفاء بالتزاماتهم التي تعهدّوا بها في 1 أيلول/ سبتمبر”، داعيةً إياهم إلى “التوصل إلى اتفاق – من دون تأخير – على تشكيل الحكومة التي سيتعين عليها تنفيذ الإصلاحات اللازمة”.

وفي شهر أب/أغسطس كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، السفير مصطفى أديب، تشكيل الحكومة اللبنانيّة وذلك بعد أقل من شهر على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى