الغنوشي يلتصق بالكرسي ويرفض الاستجابة لدعوة مئة قيادي في حركة النهضة طالبوه بعدم الترشح لرئاستها مجددا

رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، امس الخميس، الاستجابة لرسالة المائة قيادي التي دعته للإعلان رسميا وصراحة عن عدم نيته ترؤس الحركة في المؤتمر المقبل، بعد دورتين متتاليتين، وفق ما يقتضيه النظام الداخلي للحركة.
وقال الغنوشي أنه قد تسلم رسالة من عدد من قياديي حركة النهضة، تدعوه إلى الإعلان أنه غير معني بالقيادة، مبينا أن “الجيد في الرسالة أن نسيجها اللغوي جيد ومطرد بمفاهيم الديمقراطية والإسلام”، متسائلا: “هل من لوازم الديمقراطية تغيير القيادات بقطع النظر إن كانوا أصابوا أم لا؟”، مضيفا أن “هناك خلطا متعمدا بين مقتضيات مجالين مختلفين، وهما مجال الحزب ومجال الدولة. فتحديد المدة بدورتين معروف في رئاسة الدول الديمقراطية، أما ديمقراطية الأحزاب فالتداول المعروف فيها يتحقق بالتجديد الدوري أو عدمه لقياداتها، عبر عمليات انتخابية دورية نزيهة تبنى على تقويمات موضوعية للأداء، فيجدد للبعض دون حد إذا كان حكم المؤسسات على الأداء إيجابيا، فيدعى أو يعفى إذا كان الحكم على الأداء سلبيا”.
وأشار الرد إلى أن “الأحزاب تستثمر في قياداتها الناجحة، فتدفعها إلى الأعلى حتى تنتقل مقبوليتها من الأداء الحزبي إلى المستوى الوطني، وحتى أوسع”، مشيرا إلى أن “التداول يتم عبر التقييمات المستمرة للأداء وعبر الانتخابات الدورية، وهو أمر معروف في التجربة الحزبية وفِي المحاضن التاريخية للتجربة الحزبية الديمقراطية”.
وأفاد بأن “الذين يتغطون بالديمقراطية لفرض وصايتهم على المؤتمر 11 لحركة النهضة، بشروط إقصائية مسبقة لا ديمقراطية، لعله يتحقق بهذا ما عجزوا عنه في المؤتمر السابق من استبعاد زعيم الحركة، وفِي ذلك خلط شنيع بين مبدأ التداول عبر التجديد والانتخابات الدورية النزيهة”.